زارت «المساء»، صباح يوم أمس، منزل الضحية عماد بن زياتن٬ المظلي في القوات المسلحة الفرنسية ومغربي الأصل٬ الذي اغتيل يوم 11 مارس الجاري في مدينة تولوز الفرنسي من قبل مسلح كان على متن دراجة نارية. ففي حي الجامعة العربية في مدينة المضيق، يتواجد منزل الضحية عماد وأسرة والده. «يعود آخر لقاء لي به إلى صيف سنة 2009، حيث اعتاد أن يقضي إجازته السنوية بين أهله وفي بلده»، تقول خالته، وقد غالبت الدموع مقلتيها، وهي تحتضن وتقبّل صورة الضحية. فعماد، حسب عائلته، كان «شابا بشوشا ونشيطا ومفعما بالحيوية، قبل أن تطاله يد الغدر»، التي يعتقد، حسب التحقيقات الفرنسية الأولية، تعود إلى تنظيم القاعدة. شقة عائلة عماد شقة متواضعة بسيطة في أثاثها، كشقق معظم المغاربة، حيث كان الهالك يفضل الاستمتاع بالبحر الأبيض المتوسط في مدينة المضيق. ووفق يونس، وهو خال الضحية عماد، فإن آخر لقاء لهما كان قبل ثلاث سنوات، حيث قاما بزيارة إلى مدينة مراكش، إذ ما زال يتوفر على صور تجمعهما في ساحة جامع الفنا في مراكش. وفي اتصال للجريدة بمسؤول أمني في تطوان، أكد هذا الأخير أن مراسيم تشييع جنازة الهالك سنتيم اليوم الخميس، يوما بعد الحفل التكريمي للرقيب عماد بنزياتن، البالغ من العمر 31 سنة والمطلق من زوجته، بحضور عدة شخصيات، منهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وعدد من أعضاء الحكومة، فضلا عن المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية، فرانسوا هولاند، الذي أعلن أنه سيحضر تلك المراسيم. من جهتها، أشارت عائلة الهالك، في لقائها ب«المساء»، إلى أنها تتوقع حضورا مكثفا لساكنة المضيق لتشييع جنازة ابن مدينة قرية الصيادين إلى مثواه الأخير. ومن جهة أخرى، كشف بلاغ للداخلية الفرنسية أن قاتل المغربي -الفرنسي عماد من المُرجَّح أن يكون هو الرجل الذي يشتبَه فى أنه قتل سبعة أشخاص فى تولوز ومونتوبان -جنوب غرب فرنسا- وهو فرنسى من أصل جزائرى يدعى محمد مراح ويبلغ من العمر 24 سنة، وأكدت التحقيقات ارتباطه ب«أشخاص ينتمون إلى التيار السلفي الجهادي».