انتهى الفنان الكوميدي المغربي، عبد الهادي البنين، أخيرا، من وضع اللمسات الأخيرة على ألبوم غنائي ساخر يضم خمسة "مونولوغات" تلامس المعيش اليومي للبسطاء والكادحين وتتناول بكلمات ساخرة المشاكل التي يعانيها السواد الأعظم من المغاربة مثل البطالة، وهزالة الأجور، وغلاء المعيشة، والعزف عن الزواج، كما انتهى من تصوير العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، منها "مسلسل دموع الرجال" لحسن غنجة، والفيلم التلفزيوني "حياة في الوحل" لميلود الحبشي، والعديد من حلقات البرنامج التحسيسي "مداولة". ويستعد لتقديم مسرحية كوميدية جديدة بعنوان "الساكتة". عن جديد أعماله وعن مساره الفني، الذي بدأ منذ الثمانينيات من القرن الماضي، يفتح البنين قلبه إلى قراء "المغربية" في هذا الحوار. ما هو جديدك الفني؟ انتهيت أخيرا، من وضع اللمسات الأخيرة على ألبوم غنائي ساخر يضم خمسة "مونولوغات" تلامس المعيش اليومي للبسطاء والكادحين، وتتناول بكلمات ساخرة المشاكل التي يعانيها السواد الأعظم من المغاربة مثل البطالة (عندي ثلث ولاد قاريين)، وهزالة الرواتب (حكايتي مع المانضا)، وغلاء المعيشة (الخضرا غالية)، والعزوف عن الزواج، إضافة إلى انتقاد بعض البرامج التلفزيونية، خصوصا تلك المستوردة، البعيدة كل البعد عن واقعنا (المدام تالفة). كما شاركت في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، منها "مسلسل دموع الرجال" لحسن غنجة، والفيلم التلفزيوني "حياة في الوحل" للمخرج ميلود الحبشي رفقة نعيمة المشرقي، ومحمد خيي، وهدى صدقي، ومصطفى هنيني وآخرين. كما شاركت أخيرا، في تصوير العديد من حلقات البرنامج التحسيسي "مداولة". ما هي الأسباب التي جعلتك تتوجه إلى "المونولوغ" بعدما عرفك الجمهور ممثلا؟ حاولت، من خلال هذا الألبوم الوصول إلى معظم الناس، لأن الغناء الساخر أو "المونولوغ" هو الأقرب إلى القلوب، كما حاولت إعادة الاعتبار إلى هذا الفن "المونولوغ" الذي يعاني حاليا، بعدما كان مزدهرا في الماضي. وأعتقد أن "المونولوغ" جزء من العمل الفني، خصوصا الكوميدي، فمعظم الفنانين الكوميديين سواء في المغرب أو العالم العربي قدموا "مونولوغات" مازالت رائجة إلى اليوم بفضل قوتها. ما هي الصعوبات التي واجهتها أثناء تسجيل الألبوم، خصوصا أن "المونولوغ" لم يعد مرغوبا من المنتجين؟ لهذا سجلت الألبوم على نفقتي الخاصة، إلا أنه لم يكلفني مبالغ كثيرة، والفضل يعود إلى الزجال عبد الرحمن جبيلو، الذي أمدني بالمونولوغات الخمسة، دون مقابل، والموسيقي رشيد سلاك، الذي ساعدني بجوقه طيلة أيام التسجيل ودون مقابل أيضا. في ظل الأزمة التي تعانيها الألبومات الغنائية بسبب القرصنة، ما هي التدابير التي اتخذتها لحماية ألبومك؟ بما أن القرصنة أصبحت بمثابة الداء المزمن، الذي ينبغي للفنان التعايش معه، فإنني قررت توزيع ألبومي مجانا حتى يصل إلى أكبر فئة من المجتمع، فأنا لم أسع يوما إلى الربح المادي من خلال أي عمل فني، لأنني منذ دخلت عالم الفن بداية الثمانينيات من القرن الماضي، كنت مقتنعا بأن الفنان لا يمكنه أن يعيش من الفن فقط، لأن الفن رسالة إنسانية وثقافية نبيلة بالدرجة الأولى. فأنا شخصيا أدعو إلى الفن التطوعي، الذي يدعم العمل الخيري من خلال إدخال الفرحة على قلوب المحتاجين، من نزلاء دور الأيتام والعجزة، ونزلاء السجون، والمرضى، فالفن يستطيع برسالته السامية الوصول إلى القلوب، والمساهمة في التغيير. بعد الغناء والتلفزيون ما موقع السينما والمسرح في أجندتك الفنية، خصوصا أنك بدأت مسارك الفني من المسرح؟ لم أغب بتاتا عن المسرح، بدليل أنني أستعد لتقديم مسرحية جديدة بعنوان "الساكتة" رفقة مسرح أجيال، وهي مسرحية كوميدية من تأليف حسن رياض، ومراجعة أحمد مزوزي، وإخراج عبد الله نيشان، وسنقدمها قريبا في جولة فنية، بدعم من وزارة الثقافة. أما بالنسبة إلى السينما، فشاركت أخيرا، في فيلم "نهار تزاد طفا الضو" للمخرج محمد الكغاط، إضافة إلى مشاركتي في بعض الأفلام القصيرة منها "الروح التائهة" لجيهان بحار. امتد مسارك الفني على مدى 30 سنة، إلا أنك لم تظهر بقوة في الساحة الفنية إلا في السنوات العشر الأخيرة، ترى ما هي أسباب هذا التأخر؟ بدأت مساري الفني منذ سنة 1980، من خلال مشاركتي في أعمال مسرحية كثيرة من أهمها مسرحية "جحا فالرحا" لمصطفى الثومي، إلا أنني لم أستطع الانتقال من الهواية إلى الاحتراف، بسبب ندرة الأعمال التلفزيونية والسينمائية، لذلك اضطررت إلى الالتحاق بالتعليم من أجل ضمان قوتي اليومي، فأنا من عائلة فقيرة وبالتالي لا أستطيع الاستمرار في العمل الفني دون أن يكون لي دخل قار. وطيلة هذه المدة لم أنقطع عن العمل الفني، إذ شاركت في العديد من الأعمال، كما ساهمت في تأطير العديد من التلاميذ فنيا، من خلال الأنشطة المدرسية التي كنت أرعاها في المناطق القروية بحكم أنني زاولت التدريس بدكالة. كيف ترى الواقع الفني بالمغرب حاليا؟ هناك انفراج كبير بالمقارنة مع الماضي، فوتيرة الإنتاج زادت سواء في التلفزيون أو السينما، بفضل الدعم المخصص للدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية، وعدد المهرجانات والأنشطة الفنية، أيضا، زادت وأصبحت هناك فرص كثيرة للعمل الفني، رغم انتشار القرصنة، وإقفال دور العرض السينمائية.