أطلت فرقة نحاس الشابة منذ فترة قصيرة أغنية جديدة بعنوان "قالي قليبي مرة"، وتعتبر ثاني أغنية "سينغل" للفرقة الشابة، المكونة من المهدي وسفيان، بعد نجاح أغية "حبيب الروح"، التي صدرت في فبراير 2011. عمر وسفيان، اختارا أن تكون الأغنية الثانية "قالي قليبي مرة" على طريقة "التريو"، وشاركهما في أدائها المغني الشاب "مهدي كاليبر"، وكان ثمرة أول تعاون مع شركة Maîdo للمنتج المغربي الشاب أحمد باشا. وكعادتهما أصر عمر وسفيان على تشبثهما بمغربيتهما وحبهما للثقافة المغربية المتنوعة، بتعزيز أغنيتهما الجديدة بمقطع باللهجة الأمازيغية "تاريفيت وتشلحيت"، يجسد أولا جدورهما الأمازيغية، وثانيا تحقيق رغبتهما منذ تأسيس الفرقة في الحفاظ على الموروث الثقافي المغربي وتراثه العريق، وإيصاله للعالم العربي والغربي. "المغربية" التقت عمر أمزيان، 28 عاما، وسفيان المحمدي، 26 عاما، عضوا فرقة نحاس والمهوسان بالموسيقى والإبداع، في إحدى زيارتهما للعاصمة الاقتصادية، وأجرت معهما هذا الحوار. كيف جاء اختيار أغنية "قالي قليبي مرة"؟ جاء اختيار الأغنية، من بين ثلاث أغنيات نتوفر عليها، بعد أن سمعنا كلماتها قلنا "هذه أغنيتنا" فعملنا على إنجازها منذ رمضان المنصرم. "قالي قليبي مرة" تعتبر ثاني أغنية للفرقة، وأول أغنية مشتركة لنحاس. ماذا عن اختيار مغني الراب مهدي لمشاركتكما أداء الأغنية؟ بعد اختيار الأغنية فكرنا رفقة كاتب كلماتها الشاعر الغنائي الشاب زكريا كرينبو (وهو كاتب كلمات معروف وله أعمال ناجحة مع عدد من الفنانين المغاربة) أن نؤدي هذه الأغنية على طريقة الديو، لنكون متميزين أكثر، وأن نتعامل مع فنانين آخرين، فجاء اختيار مغني الراب المغربي الشهير مهدي كاليبر، المقيم بالخارج، لمشاركتنا هذا العمل الجديد، واختيار مهدي لم يكن بمحض الصدفة، إنما جاء لتميزه بأسلوب مغربي خاص "راب مغربي هادف" يعبر فيه عن الواقع بكلمات صادقة جميلة وصريحة، كما أن أسلوبه قريب من أسلوب نحاس، وهو ما خلق التقارب والانسجام التام على المستوى الفكري والفني لكلينا، فمهدي شخصية رائعة جدا. يتضمن "السينغل" الجديد مقطعا باللهجتين الريفية وتشلحيت، كيف جاء اختيار نحاس لذلك؟ أثناء تسجيل الأغنية، بقي المقطع الأخير، وكنا سنسجله بالدارجة المغربية، فجاءت الفكرة بتسجيله بالأمازيغية، وبما أننا من جذور أمازيغية (سفيان من أمازيغ الأطلس وعمر أمازيغي من الريف)، فكل واحد منا غنى المقطع باللهجة التي يتقنها. لنعد قليلا إلى الوراء، ونتحدث عن بداية فرقة نحاس وعلاقة عمر وسفيان؟ ابتدأت قصة نحاس مع عمر ونبيل وأنس وسفيان، كنا أربعة أصدقاء، قبل أن نصبح اثنين فقط، لأسباب مرضية وأخرى اجتماعية، فنبيل أصيب بمرض عضال، ونتمنى له الشفاء العاجل، في حين تزوج أنس، وأصبح منشغلا، ولا يمكنه التوفيق بين حياته الاجتماعية والفنية، فاخترنا (عمر وسفيان) أن نكمل مسار الفرقة معا. وما يميزنا أن لكل واحد منا له أسلوب خاص، فعمر يغني البوب روك والعربي، في حين أن سفيان يغني المغربي والعربي، ويشتركان في الآرموني حيث نلتقي وتتوحد أصواتنا. شاركتم في برنامج "إكس فاكتر"، كيف كانت التجربة وماذا استفدتم؟ كانت فكرة مفاجئة، ونحتفظ منها بذكريات جميلة حقيقة، لا نتحدث هنا عن السهرات، بل عن الاقصائيات، فقد كان سفيان مريضا وأجرى عملية جراحية، لكنه قرر مغادرة المستشفى لنجتاز الكاستينغ بنجاح، رغم أن اللجنة لم تفهم اللهجة المغربية كثيرا، وتأهلنا وسافرنا إلى بيروت. لماذا لم تعرض أية أغنية من أغاني الألبوم الأول "خليني معاك" على الشاشة؟ بعد إصدار الألبوم بشهرين فقط، أصيب نبيل بالمرض، فبعثرت جميع أوراقنا، كنا نفكر في تسجيل الأغاني بطريقة الفيديو كليب، لكن الفرقة تتكون من 4 أشخاص، فكيف يمكننا أن نفعل ذلك وصديقنا وشريكنا الرابع مريض، أيضا لا يمكن تصوير الأغاني بوجود ثلاثة أشخاص فقط، فقررنا أن نؤجل ذلك، وبعدها تزوج أنس، وكثرت انشغالاته، فتخلينا عن الفكرة بشكل نهائي في انتظار أن نفكر أكثر في مصير الفرقة، وكان القرار بأن نستمر نحن الاثنان، عمر وسفيان. فنحاس لم تبنى على الموسيقى فقط بل على الصداقة أيضا، ولهذا لم نفكر أبدا في تعويض أنس أو نبيل، وصداقتنا مازالت مستمرة والحمد لله بل مازلنا نأخذ آرائهما في العديد من الأمور ونتشاور معهما أيضا. شاركت "نحاس" في العديد من المهرجانات المغربية أهمها "موازين"، لكنكم لم تشاركوا في مهرجانات عربية، مع أن بداية الفرقة كانت من برنامج عربي حقق شهرة كبيرة؟ بالفعل، شاركنا في العديد من المهرجانات في المغرب، قدمت لنا دعوات للمشاركة في المشرق، لكن الشروط التي كانت مفروضة علينا لم نوافق علينا، كانوا يرغبون في وجوهنا وأصواتنا فقط، وهو ما لم تؤسس عليه "نحاس"، فهوية الفرقة من هويتنا المغربية وثقافتا المغربية، فرقة "نحاس" المغربية التي تغني اللهجة المغربية وهو ما نحافظ كثيرا ونسعى لتطويره، وإيصاله للعالمية. ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ من المنتظر أن نصور أغنيتنا الجديدة على طريقة الفيديو كليب لتبث على شاشة القنوات المغربية، والعالمية في أقرب الآجال. ونحضر أيضا لديو غنائي مع مجموعة أفلاك، في ثاني تعاون مع المجموعة، وستكون مفاجئة جميلة للجمهور، وستتناول الأغنية موضوعا إنسانيا اجتماعيا بالدرجة الأولى. ما الذي ينقص مجموعة "نحاس" لتحقق الشهرة والانتشار؟ نرغب فقط في مزيد من الاهتمام، سواء من خلال الإعلام، المرئي والمسموع، لأن "نحاس مظلومة إعلاميا"، بالإضافة إلى أننا نواجه كغيرنا من الفرق الشبابية، مشكل قلة شركات الإنتاج، في ظل غياب الدعم المادي.