عندما تعبر الخيال أغنية مغربية جميلة يفوح طيب زمن كان الأطلس يرقص فيه تحت قمر أحمر مرددا أنشودة حب، صبابة، أو حديث عيني رفيقة، أو آخر آه في معبد الرموش. في هذا الزمن كانت الأغنية المغربية، شعرا ولحنا وأداء، معلمة للنحو والقوافي، مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. كل يوم يقترح هذا الركن نفحات من غناء عندما تسمعه الأذن يخفق القلب بالحنين. كان عبد الحميد بنبراهيم عازف ناي بارعا وملحنا مبدعا. كم أشجت الكثير هذه المرثية لعمر الطفولة الجميل التي نظمها مؤنق اللفظ عبد الرفيع الجوهري وغناها البلبل الصداح محمد الحياني. لكل ربيع مضى من حياتي لذكرى طفولة عمر شريد أنرت الشموع نثرت الورود وخلف جفوني صباح وعيد ومن شفتاي أطلت أغاني وفرحة ميلاد عمر جديد نسيت هواي وقصة أمسي نسيت الذي قد توارى وراح هفوت لذاك الذي سوف يأتي عشقت الغيوب وطيف الصباح على مزهر الشوق ذوبت روحي ولم أبْكِ ذاك الذي لن يعود فلا ترجع الراحلين الدموع ولا يسكن العطر ميت الورود