تنظم الدورة الثانية لمهرجان العاصمة للمسرح المغربي "دورة الفنانة الراحلة حبيبة المذكوري"، ما بين 21 و29 مارس الجاري بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، تنظم مؤسسة العاصمة للفنون المغربية بشراكة مع وزارة الثقافة، والمسرح الوطني محمد الخامس، وبتعاون مع المجلس الجماعي لمدينة الرباط ومجلس عمالة الرباط. ستتوزع الفرجة المسرحية، خلال هذه الدورة، على مختلف خشبات المسرح بالعاصمة الرباط، إذ سيقدم حوالي 30عرضا مسرحيا متنوعا لأجود الفرق المسرحية من مختلف جهات المملكة، كما ستتبارى ستة فرق مسرحية بعروض مسرحية مغربية خالصة، على الجائزة الكبرى للمهرجان. بشكل التكريم إحدى المحطات القوية للدورة الثانية من مهرجان العاصمة، التي يشرف على إدارتها الفنية الفنان سعيد عامل، الذي كشف في حوار مع "المغربية" عن إضافاته النوعية، وعن احتفائه بالفنانة المقتدرة ثريا جبران، والكاتب المبدع عبد الكريم برشيد، وعن الاحتفاء بالذكرى الخمسينية لتأسيس المسرح الوطني محمد الخامس، من خلال الالتفات لمجموعة من الموظفين والتقنيين المتقاعدين، الذين قدموا خدمات جليلة لهذه المؤسسة منذ تأسيسها. ما هي الإضافة النوعية، التي يقدمها مهرجان العاصمة للمسرح المغربي؟ منذ إحداث مهرجان العاصمة للمسرح المغربي السنة الماضية، وهو يسعى إلى الاحتفاء بالإبداع المغربي الخالص، انطلاقا من النص المسرحي، وامتدادا إلى العملية المسرحية ككل. أغلب الأعمال المسرحية المغربية تعتمد على الاقتباس بدرجة كبيرة، ولا تلتفت إلى النصوص المسرحية المغربية القليلة. في السنة الماضية ركزنا على الأعمال المغربية الخالصة، وسرنا على هذا التوجه في هذه السنة أيضا، رغم إيماننا أيضا، أن الاقتباس اجتهاد وعملية إبداعية. ما هي المعايير المعتمدة في اختيار الوجوه المسرحية في كل دورة من المهرجان؟ الدورة الثانية من مهرجان العاصمة للمسرح المغربي تحمل اسم الفنانة القديرة حبيبة المذكوري، التي غادرتنا هذه السنة، كما أنها تكرم علمين مسرحيين مغربيين هما الفنانة المقتدرة ثريا جبران، والكاتب المبدع عبد الكريم برشيد، ولا أظن أن هناك اختلاف في مسألة اختيارهما، لأنهما أعطيا ومازالا الشيء الكثير للمشهد المسرحي المغربي، ثريا جبران عبر تشخيصها للعديد من الأدوار بكل اقتدار، وعبد الكريم برشيد عبر نقده وتنظيره للمسرح الاحتفالي بالمغرب. المهرجان يرغب في تكريم جميع الوجوه في مختلف دوراته المقبلة. التكريم هذه السنة يعرف وجهين: وجه فني، ووجه تقني فما الداعي لذلك؟ فعلا التكريم في الدورة الثانية من مهرجان العاصمة للمسرح المغربي يعرف نوعين: تكريم يشمل الفنانين، وتكريم يشمل التقنيين والموظفين بالمسرح الوطني محمد الخامس، الذي نحتفل هذه السنة بالذكرى الخمسين لتأسيسه، ولنا شرف تكريم تلك الوجوه التي تشتغل في الظل. ألم يكن لغياب الدعم المسرحي تأثير على مستوى عدد الفرق المشاركة في المهرجان؟ ما اكتشفناه أنه رغم غياب الدعم هناك فرق استطاعت أن تنتج مسرحياتها بإمكانياتها الخاصة، أو بدعم من مؤسسات أخرى على رأسها المسرح الوطني محمد الخامس، الذي أنقذ الموسم المسرحي المغربي من سنة بيضاء. كان لمجموعة من الإطارات المسرحية، ومنها جمعية خريجي المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، لقاء مع وزير الثقافة فما هي الحلول التي توصلتم إليها؟ فعلا التقينا مع وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، ونشكره على الحوار البناء الذي فتحه معنا، والذي شاركت فيه مجموعة من الإطارات المسرحية. اللقاء تمحور حول الدعم المسرحي، الذي اقترحت للخروج بحلول له تنظيم أيام دراسية في الأيام المقبلة، للخروج بصيغة توافقية لتطوير الدعم المسرحي، والنهوض بالممارسة المسرحية في المغرب، وتكريس الجودة والتميز فيها، وليس مراكمة أعمال دون طائل. وماذا عن ميزانية المهرجان؟ منذ الدورة الأولى من المهرجان ونحن نسعى إلى أن يكون مهرجانا للتدبير وليس مهرجانا للتبذير. نعمل بالإمكانيات المتوفرة لدينا، وليس الشركاء فقط في هذه التظاهرة هم المساهمون، بل حتى الفرق المسرحية تساهم من جهتها من خلال تقليص تعويضاتها، حتى تستمر هذه التظاهرة. تشارك في هذه الدورة 30 فرقة مسرحية، فأين هي الجودة أمام هذا الكم من المسرحيات؟ هدفنا التعريف بالعديد من الأعمال المسرحية المغربية، التي لم تجد مجالا لذلك خلال هذه السنة، كما نسعى إلى توزيع هذه الأعمال عبر مختلف الفضاءات بالعاصمة، حتى لا يحدث تمركز الأعمال المهمة في المسرح الوطني محمد الخامس، وتستفيد الفضاءات الأخرى )قاعة با حنيني – المركب الثقافي المهدي بنبركة – مسرح المنصور – المركب الثقافي أكدال( من هذه الأعمال ومن جمهور المسرح المغربي. يجمع المهرجان بين الفرجة والبحث، والتكوين، فما هو رهان المهرجان بهذا الخصوص؟ رهاننا التفكير بشكل جماعي في موقع الثقافة والفنون في دستور المملكة الجديد، وآفاق التدبير الثقافي في المغرب في ظل مقاربة الجهوية الموسعة، خاصة أن هناك انتظارات كثيرة من طرف الجسم الثقافي والفني في هذا الإطار. ولهذا سنحرص في الشق الفكري من المهرجان على الخروج بتوصيات محددة لنرفعها إلى الجهات المسؤولة، ونساهم ولو بقسط وفير مما لدينا في تطوير البلد وإشعاعه.