يترقب سكان الكثير من المدن المغربية، خاصة الكبرى منها، أن تمتد يد هدم السكن العشوائي الراقي إلى بناءات، كان يسود الاعتقاد أنها ليست عشوائية غير أن ما حدث بشكل خاص في أكادير وآسفي جعل لائحة البناءات العشوائية من فئة "5 نجوم" تتعزز، بشكل يثير الدهشة، خصوصا أن بعض أصحاب الفيلات العشوائية كانوا يطالبون بإزالة البناء العشوائي، لأنهم كانوا يعتقدون، مثل الكثيرين، أن السيبة، والترخيص ببناء فيلات دون تصميم، وفي أماكن غير مرخصة، لا يعني أن ذلك البناء عشوائا، وأن هذه الصفة تطلق فقط على أحزمة البؤس. منذ زمن بعيد، والمغاربة يدعون "الله يكادها"، ويبدو أن الله استجاب لدعواتهم ودعوات آبائهم، فغادرت الجرافات مواقعها لتهدم، في واضحة النهار، ما بناه الكثيرون ضدا على القانون، في جنح الظلام. ففي الدارالبيضاء، مثلا، كلف المواطنون أنفسهم عناء إحصاء الجهات والمواقع، التي شيدت فوقها "فيلات عشوائية"، وبشكل خاص جنوبالمدينة، على امتداد عشرات الكيلومترات، وينتظرون اللحظة التي تتحرك فيها الجرافات نحوها، ليس من باب الحسد، لكن للتأكيد، لمن ما زال في داخله بذرة شك، أن المغرب المتحرك لن يتراجع ولو خطوة إلى الوراء، وأن قطار التصحيح والإصلاح انطلق كي لا يتوقف، وهو أمر يحسدنا عليه الكثيرون، في عالمنا العربي، ولا أدل على ذلك من مقولة الصحافي والأديب المصري، صلاح عيسى، الذي قال إن "الحضارة العربية أصبحت تصنع في المغرب".