عرفت الاعتمادات المالية المرصودة للمساجد تطورا ملحوظا ما بين 2003 و2011، حيث ارتفعت من 189 مليون درهم إلى مليار و591 مليون درهم٬ خصصت منها 736 مليون درهم لبناء المساجد وإصلاحها وتجهيزها و855 مليون درهم لتسييرها ورعاية شؤون القائمين عليها. وأفادت الإحصائيات التي وزعتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمناسبة حفل أقيم بالرباط، احتفاء بيوم المساجد٬ أن مجموع المساجد التي انتهت الأشغال بها وفتحت في وجه المصلين بلغت 39 مسجدا، بتكلفة تبلغ 270 مليون درهم٬ كما بلغ عدد المساجد، التي انطلقت بها الأشغال 35 مسجدا بتكلفة ناهزت 294 مليون درهم. وبعد إعطاء أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ يوم الجمعة 14 ماي 2010، بمدينة وجدة الانطلاقة لعملية إصلاح المساجد المتضررة، أو إعادة بناء تلك التي تقرر هدمها٬ رصدت الدولة اعتمادات بلغت 500 مليون درهم خصصت لتمويل الشطر الأول، الذي ضم إعداد الخبرات والدراسات (73 مليون درهم)٬ وتهيئة أماكن بديلة للصلاة (5 ملايين درهم)٬ والتدعيم والإصلاح، الذي هم 497 مسجدا (242 مليون درهم)٬ والهدم وإعادة البناء وشمل 51 مسجدا (180 مليون درهم). كما رممت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حسب المصدر ذاته، ستة مساجد تاريخية بغلاف مالي قدره 39 مليون درهم٬ وبذلك ارتفع عدد المساجد، التي رممتها الوزارة منذ سنة 2003 إلى 62 مسجدا، أي بنسبة 36 في المائة من العدد الإجمالي للمساجد الأثرية الكبرى وبتكلفة تبلغ 370 مليون درهم. وجاء في هذه الإحصائيات أن الوزارة سهرت، أيضا، على تفريش مجموعة من المساجد، وصلت مساحتها إلى 724 ألف متر مربع بتكلفة إجمالية ناهزت 56 مليون درهم٬ كما قامت بإنجاز مرافق صحية والتطهير السائل لما يناهز 491 مسجدا، ومدرسة عتيقة في 49 عمالة أو إقليما بتكلفة 59 مليون درهم. وبخصوص تحسين أوضاع القيمين الدينيين، جرى رصد اعتماد مالي إضافي قدره 208 ملايين درهم لتعميم مكافأة 800 درهم على 7 آلاف و209 أئمة، بأثر رجعي ابتداء من فاتح يناير 2009، ليرتفع عدد الأئمة المستفيدين إلى 46 ألفا و265 إماما٬ حيث جرى الرفع من مكافآت جميع الأئمة، ابتداء من فاتح يناير 2012 بمبلغ 300 درهم شهريا٬ وخصصت مكافأة شهرية لأول مرة لخطباء المساجد التي ينفق عليها المحسنون قدرها 400 درهم، إضافة إلى ما يتقاضونه من المحسنين. كما بلغ عدد الأئمة المنخرطين في نظام التغطية الصحية، وزوجاتهم وأبنائهم المتمدرسين دون سن 21 سنة، 190 ألفا و42 مستفيدا من جميع الخدمات الطبية في إطار التغطية الأساسية والتكميلية عن المرض٬ كما بلغ عدد الملفات الطبية المفتحصة حوالي 100 ألف و191 ملفا. في هذا السياق٬ أصبحت مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين تقدم إعانات مالية في حالة العجز بمقدار ثلاثة أرباع المكافآت التي كان يتقاضاها القيم الديني٬ و350 درهما بمناسبة عيد الأضحى. وكان لتحسين أوضاع الأئمة وتعميم التعيينات عليهم من طرف الوزارة وقع إيجابي كبير على أداء مهامهم. وتواصل الوزارة جهودها لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات٬ وتخرج الفوج السابع من برنامج التكوين، يضم 150 إماما و50 مرشدة ليرتفع العدد الإجمالي للمتخرجين إلى 1021 إماما و354 مرشدة. وفي خطاب أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بتطوان بتاريخ 26 رمضان 1429 ه موافق 27 شتنبر 2008 م٬ أمر جلالته بتدشين مرحلة جديدة من إصلاح الحقل الديني بإطلاق برنامج تأهيل أئمة المساجد ضمن خطة ميثاق العلماء٬ وفق برنامج محدد يشرف عليه المجلس العلمي الأعلى بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية٬ يستفيد منه جميع أئمة المساجد وعددهم 46 ألف إمام٬ حيث تناهز التكلفة السنوية للبرنامج 125 مليون درهم. من جهة أخرى٬ وتجسيدا لرعاية أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ تقرر سنة 2007، تنظيم يوم المساجد كل سنة في اليوم السابع الموالي لذكرى المولد النبوي الشريف٬ حيث ترأس أمير المؤمنين يوم فاتح أبريل 2007 بجامع الكتبية بمراكش الاحتفال الأول بهذه التظاهرة. وخلال هذه السنة جرى تنظيم "يوم المساجد" بتاريخ 11 فبراير 2012، أقيمت خلاله أنشطة مكثفة مرتبطة بشؤون المساجد على الصعيدين الوطني والمحلي٬ من وضع حجر الأساس وتدشين وصيانة ونظافة، بالإضافة إلى أنشطة أخرى٬ كما نظم بهذه المناسبة حفل ديني كبير مساء الثلاثاء المنصرم بمسرح محمد الخامس بالرباط.