في إطار حملتها الترويجية للمنامة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2012، أعلنت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة البحرينية من الرباط المحطة الأخيرة في هذه الحملة، التي انطلقت من باريس الشيخة مي آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية (خاص) وشملت دولا عربية أخرى، عن البرنامج العام لتظاهرة المنامة، الذي سيشتمل على مختلف الأشكال الإبداعية والفنية، إذ سيخصص كل شهر من السنة المقبلة لفن من الفنون التعبيرية، وسيختتم بشهر الوطن، احتفاء بالعيد الوطني للبحرين. وقالت الشيخة مي، في ندوة صحفية، مساء أول أمس الاثنين، في فيلا الفنون بالرباط، إن البحرين تحاول التأسيس لمشروع مختلف من خلال هذه التظاهرة، بتأسيس بنية تحتية يمتد خيرها للسنوات المقبلة، وخلق مجموعة من أوراش العمل في مختلف المجالات، سيستفيد منها مختلف الفنانين والمبدعين من العالم العربي، مشيرة إلى أن 12 مشروعا ستدشن خلال السنة المقبلة، أهمها المسرح الوطني، والمركز الإقليمي للتراث العالمي، ومركز زوار مسجد الخميس، ومصنع نسيج بني جمرة، ومركز زوار شجرة الحياة، إضافة إلى الاشتغال على مشاريع ترميمية لمجموعة من المآثر التاريخية، منها باب البحرين، وفندق البحرين، ومتحف الصوت، وإحياء الأماكن القديمة، عبر عروض متحفية في مدرسة الهداية الخليفية، وقلعة الرفاع. وأوضحت وزيرة الثقافة البحرينية، التي رافقها في هذه الندوة الكاتب البحريني، يوسف حمدان، والإعلامي والكاتب عقيل سوار، أنها ترغب، من خلال هذه التظاهرة، في تكريس "ثقافة مختلفة، ثقافة المقاومة، بهدف النهوض بالبلد وبالثقافة العربية بشكل عام"، مشيرة إلى أنها جاءت إلى المغرب لتنسق مباشرة مع الكتاب والفنانين، الذين سيشاركون في فعاليات المنامة عاصمة للثقافة العربية، لأنها "تضيق بالدوائر الرسمية، كما فعلت في المحطات الترويجية السابقة". وذكرت الشيخة مي باختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2012 في اجتماع وزراء الثقافة العرب سنة 2004، واهتمام العاصمة البحرينية بتفعيل وتعزيز الهدف، الذي من أجله أطلقت فكرة عواصم الثقافة العربية، المتمثل في العمل على التأسيس لمشاريع البنية التحتية الثقافية في العالم العربي، وتعزيز التداول الفكري بين شعوب المنطقة، وإعادة صياغة مشاهد معرفية فعالة، تتجاوب مع الشعوب والحضارات الأخرى. من جهته، تحدث عقيل سوار عن أحقية البحرين للاحتفاء بعاصمتها كعاصمة للثقافة العربية، وعن تاريخ البلد العريق، وعن "الإعلام العربي المقصر في حق البحرين"، وعن "الربيع العربي، الذي عاشته البحرين مبكرا"، وطمأن الكتاب والمثقفين والفنانين المغاربة عن الوضع الحالي بالبحرين. أما الكاتب البحريني، يوسف الحمدان، فعرف بالبرنامج الثقافي والفني للتظاهرة، الذي سيخصص كل شهر من السنة لتيمة مختلفة، تتوزع بين التشكيل، والعمارة، والتصميم، والتراث، والمتاحف، والشعر، والفكر، والتراجم، والموسيقى، والبيئة، والمسرح، والوطن، مشيرا إلى أن التظاهرة ستعرف العديد من المكتسبات الثقافية، منها ترجمة كتاب اختصاصي في كل شهر إلى العربية لأول مرة، لنقل الفكر من خصوصية الهوية إلى العالمية، واستضافة مثقفين ومفكرين ورواد الفلسفة والعلوم من مختلف أنحاء العالم، وإقامة معارض ومؤتمرات، مثل معرض البحرين للفنون التشكيلية وربيع الثقافة، ومعرض البحرين الدولي للكتاب، ومهرجان التراث، وصيف البحرين، وجائزة البحرين للكتاب، وجائزة البنكي لشخصية العام الثقافية، وتاء الشباب، ومهرجان البحرين الدولي للموسيقى. للإشارة، لم تجد تظاهرة المنامة عاصمة للثقافة العربية قبولا كبيرا من طرف بعض المثقفين العرب، خاصة أنها جاءت والعالم العربي يعرف فورة من الاحتجاجات، كما سبق أن وقع 100 مثقف أردني بيانا، طالبوا فيه جامعة الدول العربية بإلغاء اختيار المنامة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2012.