قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن "المجتمع، كما هو الشأن بالنسبة للأحزاب، ليس موحدا في فكرة الرفض والعزوف"، مبينا خلال استضافته ضمن فعاليات "منتدى 90 دقيقة للإقناع"، الذي تنظمه مجموعة "ماروك سوار". أن "هناك كذلك أوساط تؤمن بخطاب الكفاح، وبخطاب البناء التدريجي، وستساند القوى التقدمية، وإلا من أين نحصل، نحن والقوى التقدمية الحداثية الأخرى، على الأصوات". وتحدث المسؤول الحزبي، في اللقاء ذاته، الذي ننشر تفاصيله لاحقا، عن تاريخ حزبه، ومشاركته في انتخابات 1963، حين كان محظورا، داعيا المواطنين إلى التصويت، حتى يتسنى لهم ممارسة حقهم في المحاسبة والمراقبة، التي ينص عليها الدستور الجديد. وقال بنعبد الله إن "ما يهمنا اليوم هو أن نقول للمواطنين، نحن في حزب التقدم والاشتراكية، استمعنا إليكم، واستمعنا إلى حيرتكم، وإلى رفضكم، ومن هذا المنطلق قمنا بالطفرة التجديدية التي تطالبون بها، فجددنا قيادتنا، وشببنا طاقاتنا في آخر مؤتمر، قبل أن تطالبوا بذلك، وغيرنا أميننا العام، ولدينا مكتب سياسي يتوفر اليوم على 60 في المائة من الأعضاء كلهم شباب وشابات، لدينا لجنة مركزية تضم طاقات شابة هائلة نسائية ورجالية". وقال في معرض حديثه عن التحالفات، التي عرفتها الساحة السياسية المغربية، بمناسبة الانتخابات التشريعية ليوم 25 نونبر الجاري، "نحن اخترنا ألا نتوجه إلى تحالف الثمانية، واخترنا ألا يكون شغلنا الشاغل تتبع هذا التحالف، فليس هذا هو الحدث في الحياة السياسية المغربية، وما يهمنا نحن هو أن نقول للمواطنات والمواطنين، أمامكم تحد أساسي، وعليكم أن تختاروا من هو أهل بالنسبة لكم، لبلورة مضامين الدستور الجديد". وشدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على أن الكتلة الديمقراطية ليست تحالفا ظرفيا، موضحا أن هذا التحالف يعود إلى 20 سنة، ولم يخف أن تحالف الكتلة "عرف تعثرات منذ دخولنا التجربة الحكومية، لكن مع ذلك، شكلت الكتلة على الدوام منذ 1998، العمود الفقري للحكومات الثلاث، التي تشكلت". وقال بنعبد الله "نحن في التقدم والاشتراكية مرتاحون جدا، لأننا لم نتخل عن خطابنا، وعن خطاب الكتلة، التي تظل العمود الفقري، وكنا دائما نقول لحليفينا فيها، بأن نظل موحدين، حتى لا نسمح للآخرين بأن يعبثوا بمصالح البلاد". وقال المسؤول الحزبي إن الكتلة "ليست رد فعل على أحد، فمنذ شهر يوليوز، تجتمع الكتلة بتأن وتريث، من أجل الإعداد للإعلان عن برنامجها المشترك، معناه أنه لم يكن وقتئذ لا تحالف الثمانية ولا أي شيء من هذا النوع، وبالتالي لم ننتظر حتى يعلن عن هذا التحالف لكي نقوم ونشتغل وننسق. تحالف الثمانية "الله يعرضهم السلامة"، وعلى الشعب أن يحكم بين ما هو ظرفي، وما هو منسجم، وأن يفرق بين من لديه مرجعية، ويسير وفق خط معين، ومن يخضع لاعتبارات أخرى". وحرص نبيل بنعبد الله على إبراز أن "الكتلة ليست موضوعة من أجل أن تحصل على أغلبية بأي وجه كان"، وقال في السياق ذاته "لو كنا نريد الأغلبية بأي وجه كان، لجمعنا من حولنا مجموعة من الأحزاب الصغرى، فهناك 6 أحزاب طرقت باب الكتلة، وعبرت عن رغبتها في الالتحاق بها، ونحن بأدب رفضنا ذلك، لأن لدينا أرضية، وتوجها، ومصداقية، تجاه شعبنا".