وقع معهد تكوين علوم التمريض والتقنيات الصحية، التابعة للهلال الأحمر المغربي، اتفاقية توأمة مع المعهد الجهوي للتكوين الصحي والاجتماعي، التابع للصليب الأحمر الفرنسي، أول أمس الخميس، في عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي في مدينة الدارالبيضاء. جانب من حفل توقيع الاتفاقية (سوري) بهدف الشراكة لتحسين مجال التمريض في المغرب، عبر خلق مؤسسات للتكوين الصحي داخل الهلال الأحمر المغربي، وتكوين مجموعات مدربة في التقنيات الصحية. ويأتي التوقيع على الاتفاقية بمساهمة مالية من الاتحاد الأوروبي لتحضير شبكة من مؤسسات التعليم والتكوين المهني في مجال الصحة، يمتد لفترة تصل إلى 3 سنوات، بغرض الرفع من القدرات التكوينية في مجال التمريض في كل من المغرب ومالي، ووضع أرضية للتعاون في مجال تطوير علوم التمريض والبحث فيها بالمغرب. وبموجب الاتفاقية، سيحل بالمغرب، شهر يناير المقبل، فريق فرنسي متخصص في التكوين في مجال التمريض والإسعاف، تابع للصليب الأحمر الفرنسي، لتقديم خبرته إلى مكونين مغاربة، وتبادل الأفكار معهم حول طرق بيداغوجية جديدة في التكوين بمجال التمريض، خلال فترة تدريبية لمدة أسبوع، كما سيجري انتقال أطر مغربية إلى فرنسا، في إطار تبادل الخبرات والتجارب مع نظرائهم، شهري مارس وأبريل المقبلين، حسب ما كشفت عنه مديرة المعهد الجهوي للتكوين الصحي والاجتماعي بليل في فرنسا، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت أشغال التوقيع على الاتفاقية. وتحدث البروفيسور جان فرونسوا ماتي، رئيس الصليب الأحمر الفرنسي، أمام مجموع الشخصيات التي حضرت أشغال التوقيع على اتفاقية التوأمة، عن أهمية التكوين في مجال التمريض والإسعاف، لتقديم الخدمات الصحية للفرد والجماعة في أوقات الأزمات، منها الكوارث الطبيعية أو الأزمات الصحية، لتقديم يد العون إليهم وإنقاذهم من أوضاع حرجة. وذكر الرئيس ذاته أن التوقيع على الاتفاقية يأتي في سياق شراكة القطاع الخاص، ذي الطبيعية غير النفعية، في تكوين الأطر الصحية، للتغلب على الإشكالات الصحية، وللمساهمة في التغلب على الخصاص الذي يعانيه المغرب في عدد الممرضين، كما هو الأمر في فرنسا. وأجمع المتدخلون، خلال اللقاء، على أهمية الخدمات التي يقدمها الهلال الأحمر المغربي، الذي يتولى تقديم مجموعة من الخدمات، أبرزها تقديم نصائح الوقاية وخدمات الإغاثة والتكوين في مجال التمريض، وتقديم تدخلات ناجعة في أوقات الكوارث، ولذلك فإنه يسعى إلى التشارك مع المنظمات النشيطة في المجال، ومنها خبرة الصليب الأحمر الفرنسي، لتطوير القدرات لضمان تقديم يد العون لأشخاص في وضعية صعبة أو هشة. يشار إلى أن بعد التوقيع على اتفاقية التوأمة بين الهلال الأحمر المغربي، والمعهد الجهوي للتكوين الصحي والاجتماعي، التابع للصليب الأحمر الفرنسي، بحضور عامل عمالة عين السبع الحي المحمدي الدارالبيضاء، جرت زيارة موقع مدرسة تكوين الممرضين للهلال الأحمر المغربي، حيث تعرف الحاضرون على مرافق مركز التكوين، وتابعوا نموذجا من الدروس التطبيقية التي يتلقاها ممرضون في طور التكوين. يشار إلى أنه سبق ل"لوييك دوباستيي، المندوب الجهوي للصليب الأحمر الفرنسي عن المنطقة المغاربية، أن صرح ل"المغربية"، أن افتتاح مدرسة تكوين الممرضين في الدارالبيضاء، بشراكة مع الصليب الأحمر الفرنسي في باريس، تأتي بعد تجربة فتح مدرسة تكوين للممرضين في مدينة تطوان، في غشت الماضي، بشراكة الصليب الأحمر الفرنسي لمنطقة تولوز. وأوضح المسؤول ذاته أن الاتفاقية تأتي في سياق التنسيق لتوفير تكوين جيد في مجال التمريض، لتوفير أطر مدربة، يمكن لها تغطية الخصاص الحاصل في المجال، سواء في القطاع العام أو الخاص، مع وجود 60 في المائة من أطر التمريض في الصحة تفوق أعمارهم 50 سنة، سيحالون قريبا على التقاعد. وأضاف أن شعبتين جديدتين ستحدثان في مدرسة تكوين الممرضين في الدارالبيضاء، منها تكوين مساعدات في مكاتب العيادات الطبية وتكوين في مجال المساعدة في الفضاءات الصيدليات. وذكر دوباستيي أن مدارس التكوين المشار إليها معترف بها من قبل وزارة الصحة المغربية، ومفتوحة في وجه الراغبين في الحصول على تكوين في شعبة ممرضين مساعدين، أو ممرضين متنوعي التخصصات، أو ممرضين متخصصين في التوليد، مقابل واجبات شهرية، تتراوح بين 400 إلى 700 درهم شهريا، حسب الشعبة، وتستمر فترة التكوين بين سنة إلى 3 سنوات، حسب التخصص. وأشار إلى أن الطلبة سيتلقون تكوينهم على أيدي ممرضين مغاربة مؤهلين، يتوفرون على كفاءة في مجال التدريس، وفق برامج بيداغوجية جديدة، سبق لهم التعرف عليها خلال لقاءات وتكوين مع ممرضين تابعين للجهتين. يجدر الذكر أن الهلال الأحمر المغربي جمعية إنسانية تطوعية، وترأسه الأميرة للامليكة، وتأسس في 14 دجنبر 1957، واعترف به من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر عام 1958. ويعمل الهلال الأحمر المغربي على مساعدة السلطات العامة، المدنية والعسكرية، العاملة في الميادين الإنسانية والصحية.