بوجه بشوش ونظرات حادة يزينها بريق التحدي وقوة التحمل، حكت معلمتان، خلال حضورهما احتفال هيئة التعليم بإقليم الفقيه بن صالح باليوم العالمي للمدرس، معاناتهما مع التعيينات في المناطق النائية. جانب من الاحتفال باليوم العالمي للمدرس (خاص) تستجمع المعلمة الأولى الأنفاس من الأعماق بحجم عمق المسافة، التي كانت تقطعها راجلة، للوصول إلى مقر العمل، في إحدى مدارس باشكو بنيابة ورزازات، لتحكي أنها تقطع بضمير الأنثى وعزيمة الرجولة هذه الأمكنة، من أجل كراء مسكن يستحيل في غياب معاون من أهل البلدة. عزاؤها الوحيد في محنتها هذه، تلك البراءة المتأبطة لمحافظ المستقبل المنشود. زميلتها في المحنة هي الأخرى، لم تتصور أن معاناتها قد تتجدد حتى بعد انتقالها إلى النيابة الجديدة، إذ تحكي أن الظروف هي ذاتها في تعيينها الجديد، فصول مكتظة وتجهيزات مهترئة، تدفعها إلى استخدام السكن الوظيفي لاستقبال تلامذة المدرسة. في هذا البوح الصريح تنفيس للذات المتحسرة، وتخفيف لمعاناة هيئة التدريس، كما صرح بذلك النائب الإقليمي للوزارة الوصية، تمتزج الأحاسيس الصادقة تجاه حجم المعضلة التعليمية، مع النغمات والأغاني التي قدمها كل من العازفين أحمد قرقوري، وعبد الحكيم مباشر، والفرقة الغنائية، لتكون المناسبة من أجل رد الاعتبار لكل المغمورين من هذه الأسرة، من المدرسين والمدرسات، لكل من يتجشم عناء المهنة في فيافي هذا الوطن الفسيح. مناسبة اليوم العالمي للمدرس أرادتها نيابة التعليم بالفقيه بن صالح، فرصة لتكريم رجال ونساء التعليم تحت شعار "يدا في يد لخدمة جيل الغد"، من خلالها مهدت السبيل لأسرة التعليم لإظهار إبداعاتها للعلن، فكان الاحتفال شاملا وموسعا، شمل المبدعين من الكتاب في القصة والشعر(عبد الله متقي وعبد الواحد كفيح وعبد الغني فوزي ومحمد فاهي) وفي الفن السينمائي، مع المخرجة فاطمة أكلاز وشريطها "لعبة الحبل"، ثم الأستاذ رشيد من "حد لبراديا" عن مبادراته المسرحية، والأستاذ محمد زهير ومشروعه ALLONS NOUS EN FRANCE مع تلامذة الكندي، هذا إلى جانب ثلة من المدرسين، مؤطري المخيم الحضري والرياضة المدرسية والمديرين المميزين من حيث النتائج التي حققتها مؤسساتهم، أو مستوى تنشيط الحياة المدرسية، وفي التفاتة معبرة، أصر النائب على أن يخص بها الأستاذة فاطمة أبو السعد، المسؤولة عن تنشيط الحياة المدرسية، لما قدمته من تضحيات في سبيل إبراز النيابة، على حداثة سنها، وتحقيق إشعاعها في الإقليم وخارجه. وبالحفاوة نفسها، حظيت جمعية آباء وأمهات تلامذة ابن خلدون، وجمعية رضى، للأطفال ثلاثي الصبغي بشرف التكريم.