أكدت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، ترينيداد خيمينيث، أول أمس الثلاثاء، في الرباط، أن حكومة إسبانيا تشيد وتدعم الإصلاحات الدستورية التي تشهدها المملكة المغربية. الطيب الفاسي الفهري يصافح خيمينيث (أ ف ب) وقالت خيمينيث، خلال لقائها مع رئيس مجلس النواب، عبد الواحد الراضي، إن "المغرب يعد بلدا رائدا في المنطقة في مجال الإصلاحات"، مؤكدة أن "حكومة إسبانيا تشيد وتدعم الإصلاحات الدستورية التي تشهدها المملكة"، خصوصا في ما يخص دسترة الحق في الحياة وحقوق المرأة، التي تعد "مؤشرا للنضج الديموقراطي"، وكذا الفصل بين السلطات، حجر الأساس في أي إصلاح ديموقراطي. وفي الإطار نفسه، أضافت وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية أن جلالة الملك محمد السادس أبان عن إرادة قوية للمضي قدما في هذه الإصلاحات. من جانبه، أبرز عبد الواحد الراضي أن مباحثاته مع المسؤولة الإسبانية تمحورت حول العلاقات الثنائية بين البلدين، التي وصفها "بالجيدة والمهمة والحيوية بالنسبة للبلدين"، مؤكدا أن هذه العلاقات في منأى من أن تتأثر بأي نتائج انتخابية نظرا لمتانتها. وهنأت خيمينيث، خلال هذا اللقاء، الراضي ومن خلاله المملكة المغربية على الثقة التي حظي بها الأسبوع الماضي في برن بسويسرا، إثر انتخابه رئيسا للاتحاد البرلماني الدولي، الذي كان لإسبانيا فيه دور ايجابي. كما هنأت المغرب على ما حظي به، أيضا، من ثقة بعد انتخابه عضوا غير دائم في مجلس الأمن. وتبادل الطرفان التعبير عن تطابق الرأي بين المغرب وإسبانيا بخصوص التحولات الإيجابية التي يشهدها المغرب وما تحقق من إصلاحات جدية مهمة ومتسارعة على المستوى السياسي والدستوري. كما جرى التأكيد على أهمية العلاقات الإسبانية المغربية بكل عمقها التاريخي والحضاري والثقافي وبكل ملفاتها الاقتصادية والاجتماعية. وجدير بالذكر أن وزيرة الخارجية الإسبانية، التي تقوم بزيارة إلى المغرب، تباحثت في وقت سابق مع نظيرها المغربي، الطيب الفاسي الفهري، حول سبل تطوير العلاقات الثنائية والمواضيع ذات الاهتمام المشترك. كما تباحثت مع وزير الاقتصاد والمالية، صلاح الدين مزوار، حول سبل تطوير علاقات التعاون في المجال الاقتصادي بين إسبانيا والمغرب، قبل أن تلتقي مع رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله. وتمحورت محادثات محمد الشيخ بيد الله مع وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية ترينيداد خيمينيث، بالأساس، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية والإصلاحات التي يعرفها المغرب في مختلف المجالات. وأشادت ترينيداد خيمينيث، في تصريح للصحافة، عقب هذا اللقاء، بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين، مؤكدة أن المغرب وإسبانيا ليسا فقط بلدين جارين أو صديقين، بل "بلدين شقيقين". وأشارت إلى أنها اطلعت، خلال هذا اللقاء، على مسلسل إصلاح البرلمان المغربي والدور الذي سيضطلع به مجلس المستشارين في إطار الدستور الجديد للمملكة وكذا الاستحقاقات التشريعية المقبلة. من جانبه، أبرز بيد الله أنه تناول مع وزيرة الخارجية الإسبانية العلاقات الأخوية والصداقة المتينة، التي تجمع بين جلالة الملك محمد السادس والعاهل الإسباني خوان كارلوس، وبين الشعبين الشقيقين. كما أكد أن خيمينيث اهتمت بالتحولات العميقة التي تشهدها بلادنا والتحول الذي يعرفه مجلس المستشارين والدور الذي سيلعبه في مغرب الغد. وأضاف رئيس مجلس المستشارين أن النقاش بين الطرفين تناول كذلك التحديات الجديدة، التي يتعين على الشعبين أن يرفعاها، خاصة في ما يتعلق بمجالات الأمن والشغل ومحاربة الهجرة غير النظامية والجريمة المنظمة العابرة للقارات، وبالأخص في منطقة الساحل الإفريقي. وأكد بيد الله على أهمية البعد الإنساني والثقافي والاقتصادي والبرلماني، في تطوير العلاقات بين المغرب وإسبانيا في مختلف المجالات، معتبرا أن التاريخ المشترك والحاضر يدعوان البلدين إلى تكثيف الجهود لمواجهة تحديات المستقبل. واستعرض أهم الإصلاحات الكبرى التي تميزت بها المملكة المغربية خلال العشرية الأولى من الألفية الجديدة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهي "إصلاحات عميقة وشاملة توجت بالخطاب الملكي التاريخي ل 9 مارس 2011، الذي نقل المغرب إلى نادي الدول الديمقراطية". وبخصوص قضية الوحدة الترابية، أكد رئيس مجلس المستشارين أن مقترح إقامة حكم ذاتي بالأقاليم الجنوبية يعد الإطار الأنجع لمعالجة هذه القضية، وتمكين أبناء الأقاليم الجنوبية من العودة إلى الوطن الأم، وتسيير شؤونهم بأنفسهم في إطار الوحدة الترابية والوطنية. ومن جهتها، عبرت خيمينيث عن دعم بلادها لمسار الإصلاح الديمقراطي الذي يعيشه المغرب، مبرزة المكانة الرائدة التي يحظى بها المغرب على مستوى المنطقة المغاربية، معبرة عن حرص بلادها على مواكبة المغرب ودعمه في الدفاع عن قضاياه المصيرية.