علمت "المغربية" أن نائب مندوب وزارة الصحة في مدينة ميدلت، وطبيبة، رئيسة المركز الصحي بتونفيت زارا، صباح أمس الخميس المركز الصحي بأنفكو من أجل الوقوف على حالات أطفال يعانون احمرارا في الوجة، ودماميل في الفم، وارتفاعا في درجات الحرارة وقيئا، بعد وفاة طفلة بالمنطقة، الاثنين الماضي. وأكد نائب مندوب الصحة أن وفاة الطفلة كانت نتيجة سقوطها، وليس بسبب مرض معين، بينما نفى والد الضحية، حادة أمزيل، أن تكون ابنته ماتت نتيجة مرض يجهل نوعه، مضيفا أنها، قبل وفاتها بأسبوع، ظهرت على وجنتيها علامات احمرار، ودماميل كبيرة في الفم، وارتفاع في درجة الحرارة. وقال دحو أمزيل ل "المغربية" إن نائب مندوب وزارة الصحة في ميدلت، انتقل رفقة الطبيبة رئيسة المركز الطبي بتونفيت إلى المركز الصحي بأنفكو من أجل الكشف عن حالات المرضى وتوزيع الأدوية. وأوضح دحو أن المندوبية الإقليمية للصحة بميدلت، بمجرد علمها في 11 أكتوبر الجاري، بظهور ثلاث حالات حمى مصحوبة بحبوب جلدية في صفوف ثلاثة تلاميذ من دوار أنفكو، أرسلت بعثة طبية إلى عين المكان، واكتشفت حالات مماثلة في صفوف أطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين وعشر سنوات، كما انتقلت إلى المنطقة وحدة طبية متخصصة في علم الأوبئة، من جهة مكناس تافيلالت، وتابعت الحالات مدة خمسة أيام، وأخذت عينات من الدم، للتأكد من نوعية الوباء، إضافة إلى توزيع الأدوية. وأشار نائب المندوب إلى أن هذا "الوباء عاد جدا، وقد يظهر كل خمس سنوات في بعض المناطق النائية"، مؤكدا أن الحالة الصحية للمصابين مستقرة ولا تدعو إلى القلق. من جهتها، قالت حنان شوقي، رئيسة المركز الصحي بتونفيت، ل"المغربية" إن زيارة للمركز الصحي جرت صباح أمس الخميس، مع الكشف عن الأطفال وتوزيع الأدوية لعلاج داء الحصبة، مثل المضادات الحيوية ومخفضات الحرارة. وعن أسباب ظهور مرض بوحمرون في صفوف عدد من الأطفال بأنفكو، ربطت شوقي ذلك بانتقال العدوى من طفل إلى آخر، نتيجة نقص المناعة والتغذية غير المتوازنة. وأضافت حنان أنهم سيسهرون على زيارة المركز الطبي من أجل مساعدة الأطفال على التماثل للشفاء والعودة إلى حياتهم الطبيعية. أما في ما يتعلق بوفاة الطفلة حادة أمزيل، فأكدت شوقي أنها نقلت إلى المركز الصحي بتونفيت في حالة غيبوبة وبعد عملية الكشف، تبين أن حالتها خطيرة نتيجة إصابات في الجمجمة، وطلب من أقربائها نقلها إلى المستشفى الإقليمي بميدلت، لكنهم وقعوا تصريحا برفض نقلها إلى المستشفى. وكانت "المغربية" توصلت بمعلومات تفيد أن عشرات الأطفال بأنفكو مرضى، بعد تعرضهم لعدوى المرض من طرف الضحية، كما طالب أولياء الأطفال بتدخل وزارة الصحة لإنقاذ الأطفال والرضع ، بينما أكد أحد أقارب الضحية ل"المغربية" أن حوالي 40 طفلا لا يبرحون منازلهم، ويعانون دماميل في الفم، ويتقيأون باستمرار، وحرارتهم مرتفعة، في غياب تام للأدوية. يشار إلى أن "المغربية" توصلت بشهادة من مندوبية وزارة الصحة، تبين أن الطفلة حادة أمزيل (3 سنوات)، توفيت نتيجة نزيف دماغي، بعد تعرضها لحادثة، وليس بوباء بوحمرون.