أكدت مصادر"المغربية" أن المراكز الصحية بدواوير ترغيست وتمالوت وأكديم وأيت مرزوك وأنفكو، التابعة لقيادة تونفيت، بإقليم ميدلت، تعيش حالة استنفار وسط الممرضين، الذين يتنقلون بين الدواوير للكشف على النساء الحوامل والرضع، ومدهم بالأدويةدوار ترغيست الذي سجلت به سبع حالات (خاص) وذلك على خلفية زيارة "المغربية" لتلك الدواوير، للوقوف على الأسباب الحقيقة لوفاة عدد من الرضع، منذ غشت الماضي. وقالت المصادر إن ممرضي المراكز الصحية باتوا يشتغلون على مدار 24 ساعة، وكلما علموا بظهور علامات مرض في صفوف رضع وأطفال وحوامل، ينتقلون إلى الدواوير البعيدة، خوفا من عدم قدوم هؤلاء النساء، لبعد المسافة ووعورة المسالك. وأوضحت المصادر أن الممرضين لم يسجلوا أي حالة وفاة أو حالة مرضية مستعصية، بل وجدوا أن الأمر يتعلق بأمراض عادية، من قبيل جراح في الرأس، وغثيان، بسبب تغيير في حالة الطقس من فصل الصيف إلى الخريف. وأضافت المصادر أن الممرضين طولبوا من طرف مندوبية الصحة بميدلت بالإخبار بأي حالة وفاة في صفوف الرضع، خلال التنقل بين الدواوير. وقالت الطبيبة حنان شوقي، ل"المغربية"، إن أي حالة وفاة لم تسجل لحد الآن في صفوف الرضع، مشيرة إلى أن جميع العاملين بالمراكز الصحية في الدواوير النائية أكدوا عدم وجود حالات تثير الشكوك حول وجود وباء معين. وكانت "المغربية" زارت دواوير تمالوت وترغيست وأمنزي وأنفكو، وأجرت تحقيقا في الموضوع، والتقت أسر الرضع، الذين فارقوا الحياة في ظروف غامضة. ووجدنا حالات سبق ذكرها، وصرح أولياء الأمور بفقدانهم أطفالهم لأسباب مختلفة، ووقفت الجريدة على المشاكل، التي تعانيها الأمهات الحوامل، في تلك المناطق. ومن بين النساء، اللواتي التقتهن "المغربية"، رقية بن يحيا (30 سنة)، من سكان دوار ترغيست، التي وضعت، في آخر رمضان الماضي، توأمين، توفي أحدهما، الذي أسمته سليمان، وبقي الثاني. وتقول رقية إن رضيعها كان في "صحة جيدة"، وأنها فوجئت بوفاته وهو لم يتمم 5 أشهر. وعن سؤال "المغربية" حول حالتها الصحية خلال مرحلة الحمل، أجابت رقية أنها لم تور الطبيب يوما، نظرا لبعد المركز الصحي بتونفيت، ولعدم قدرتها المادية على التنقل، أما في ما يتعلق بالرضيع، فأكدت أنها كانت ترضعه رضاعة طبيعية، وبعد أن اكتشفت أن الحليب جف من ثدييها أرضعته حليب البقر، والأمر ذاته أكده أوتهرا حدو، الذي فقد ابنه قبل أن يتمم شهرين من عمره. وأفاد أوتهرا أن زوجته لم تكن حلوبا، فاضطرا إلى إرضاع الرضيع بحليب البقر، وربط سبب الوفاة بانتفاخ في البطن واحمرار في العينين، لكنه لم يعرضه على الطبيب، لبعد المسافة وقصر ذات اليد.