تعين على شبكة التواصل الاجتماعي الأشهر حول العالم "فايسبوك" أن تتراجع عن موقفها بشأن تعقب المستخدمين وتقفي أثرهم الأسبوع الماضي ومع ذلك، لا يُتَوَقَّع أن تؤثر خطوة كهذه على القوة التي تحظى بها الشبكة الاجتماعية على المدى البعيد. وبينما جاءت تلك الخطوة، التي لم ترى وسائل الإعلام أنها خطوة مفاجئة، في أعقاب الزيادة الكبيرة بكمية المعلومات التي يهدف الموقع إلى معرفتها بشأن مستخدميه، فإنها قد تكون إشارة على أن معارك أكبر في النطاق سوف تحدث مستقبلا. هذا ويرى أنصار الخصوصية على شبكة الإنترنت أن البطل في موجة الجدل التي نشبت أخيراً على هذا الصعيد كان متعهد تكنولوجي أسترالي يدعى نيك كوبريلوفيتش، يطلق على نفسه أيضا لقب "هاكر"، حيث اكتشف أن "فايسبوك" يستخدم تعريف غير عادي لما يعنيه بالنسبة للمستخدمين لتسجيل الخروج من خدماته. وبفحصه ملفات "الكوكيز" الخاصة بالشبكة، وهي تلك الملفات الصغيرة التي ترسلها كل المواقع تقريبا لمتصفحات الويب لتخزين تفاصيل الدخول ومحتويات عربات التسوق وأكثر من ذلك، وجد أنه وبعد أن يقوم مستخدمو "فايسبوك" بتسجيل الخروج، يكون الموقع لا يزال قارا على تتبع نشاط تصفحهم على مواقع أخرى. ولكي تعود ملفات "كوكيز" الخاصة ب"فايسبوك" مرة أخرى إلى المقر الرئيسي، يتعين على المستخدم أن يزور موقعا يقوم بعرض أحد أزرار "Like" الخاص به، والمصَمَّم علناً للسماح للمستخدمين، الذين قاموا بتسجيل دخول بتقاسم رابط مع أصدقائهم. وأوضح كوبريلوفيتش أنه وعند تسلمي ملفات "كوكيز" للمستخدمين عند تسجلهم الخروج، يكون بمقدور "فايسبوك" أيضا أن يستخدم أزرار "Like" لتتبعهم على الإنترنت. وتابع كوبريلوفيتش حديثه على مدونته في تلك الجزئية بالقول "مع خروجي من فايسبوك، كنت حين أزور أي صفحة من خلال زر "Like" الخاص ب"فايسبوك"، كان لا يزال يجري إرسال بياناتي، بما في ذلك تفاصيل حسابي الخاص، إلى "فايسبوك". وفي المقابل، نفى مسؤولو "فايسبوك" بصورة قاطعة قيامهم بتتبع الأنشطة التي يقوم بها المستخدمون بعد قيامهم بتسجيل الخروج. وردوا كذلك على ما ذكره كوبريلوفيتش في هذا الخصوص، بقولهم "على عكس مقالك، نقوم بحذف ملفات "كوكيز" الخاصة بالحساب حين يخرج المستخدم من فايسبوك". لكن بعد مرور 48 ساعة، أقدمت الشركة على تغيير موقفها، واعترفت بأنها أدرجت عن غير قصد معرفات فريدة من نوعها حين كان يخرج المستخدم من "فايسبوك"، وأنها ستعمل على إصلاح تلك المشكلة في أقرب وقت ممكن. لكنها أشارت في نفس السياق إلى أنها لا تخزن تلك التفاصيل، وهو ما يعني عدم حدوث خرق أمني أو خرق في الخصوصية. إلى ذلك، أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية بأن حملة ضخمة اجتاحت موقع "فايسبوك" يوم أمس تطالب بإصدار البيانات الشخصية التي يحتفظ بها الموقع بشأن مستخدميه. وبدأت تلك الحملة التي أطلق عليها " How to annoy Facebook" من جانب أحد المستخدمين على موقع "Reddit" الإخباري الاجتماعي. وبموجب بعض قوانين حماية البيانات في أوروبا، يتعين على "فايسبوك" أن يرسل برنامج تصوير الشاشة Hard Copy، الذي يحتمل أن يكون أسطوانة، لبياناتك الشخصية. وفي حالة المملكة المتحدة وإيرلندا، ينبغي أن يرسل اسطوانة في غضون 40 يوما. وعلمت الغارديان من مصادر في مكتب مفوض المعلومات بالمملكة المتحدة أن "فايسبوك" يمكنه، بموجب القانون، أن يرسل البيانات عن طريق البريد الإلكتروني، أو بأي صيغة تكون أكثر ملاءمة. وتوجه الشبكة الاجتماعية المستخدمين إلى صفحة "export your data"، إذا أوفى ذلك بالطلب. وفي الوقت الذي استقبل فيه الموقع كميات كبيرة من الطلبات في هذا الشأن، اضطر مسؤولوه أن يرسلوا رسائل بريدية للمستخدمين تفيد بأنه سيكون هناك تأخيرا كبيرا في الحصول على بياناتهم الشخصية. وجاءت تلك الحملة في أعقاب مخاوف الخصوصية التي أثيرت أخيرا بشأن البيانات، التي تتواجد لدى فايسبوك، بعد أن أطلق سمات الأسبوع الماضي تقوم تلقائيا بتقاسم ما يشاهده ويقرأه ويستمع إليه المستخدمون على بعض المواقع. ووجهت انتقادات كذلك لموقع "سبوتيفاي" للموسيقى الرقمية، بسبب تغييرات أطلقها أخيرا.