فككت مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، في زمن قياسي، خلية إرهابية ثانية، تتكون من خمسة أفراد، يتحدرون من الدارالبيضاء والرباطوسلا، ينشطون في الإرهاب المعلوماتي بعد أسبوع من تفكيك خلية "سرية البتار"، المتكونة من ثلاثة أفراد، وإحالتها على القضاء. وأفادت مصادر أمنية أنه جرى اعتقال هؤلاء الأشخاص، مساء يوم الخميس الماضي، في حدود الساعة السادسة والربع، بكل من البيضاء وسلاوالرباط، بعد تحريات مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني "دي إس تي"، مضيفة أن الأمر يتعلق بكل من "ع.د" (26 سنة)، صاحب مقهى إنترنت، و"س.ل" (20 سنة)، تلميذ، و"ف.م"، (28 سنة)، كهربائي، وكلهم يتحدرون من درب الكدية، بمنطقة الحي المحمدي بالبيضاء، إضافة إلى "ر.ب" (29 سنة)، يعمل تاجرا، يتحدر من الرباط، و"ز.د" (22 سنة)، دون مهنة، ويتحدر من سلا، وهو أحد أقارب محمد مومو، الملقب ب"أبو قسورة"، وهو "الأمير" السابق للمنطقة الشمالية لتنظيم القاعدة بالعراق، الذي قتل عام 2008، بالموصل في العراق، بعد عملية شنها الجيش الأمريكي. وذكرت المصادر نفسها، ل"المغربية"، أن كل أعضاء هذه الخلية غير متزوجين، ودون سوابق قضائية، وأن التحريات الجارية بصدد الملف أبانت أنهم ينشطون في الإرهاب المعلوماتي على الإنترنت، ويتبنون الفكر السلفي الجهادي، وكانوا يخططون لأهداف تخريبية بالمملكة، منها استهداف بعض المصالح الغربية بالبلاد، والشركات الأجنبية، والمواقع السياحية، واغتيال أجانب وشخصيات عمومية. وأوضحت المصادر أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حجزت لدى المتهمين جهاز كمبيوتر، وبعض الوثائق، ومفتاح تخزين (U S B)، ومجموعة من الأقراص المدمجة (سي دي)، التي تتبنى الفكر الجهادي السلفي، مشيرة إلى أن المحققين مازالوا يباشرون تحقيقات مكثفة مع الأظناء، وأن الأبحاث تجري تحت إشراف الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالرباط، مضيفة أن المحققين سيحددون التهم، التي ستوجه للمتهمين، بعد إنهاء التحقيقات المباشرة، ومعاينة ما تحتويه المحجوزات، ثم إحالتهم على النيابة العامة. وجاء في بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن "مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تمكنت، بناء على تحريات قامت بها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تفكيك خلية إرهابية تتكون من خمسة أفراد ينشطون بكل من الدارالبيضاء وسلا، من بينهم أحد أقارب الأمير السابق للمنطقة الشمالية لتنظيم القاعدة بالعراق. وأضاف البلاغ أن "أعضاء هذه الخلية الإرهابية، الذين أعلنوا ولاءهم لأيمن الظواهري (الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة)، تمكنوا من ربط علاقات وطيدة عبر الشبكة العنكبوتية بقياديين بتنظيم القاعدة في العديد من المناطق، خاصة سوريا، والعراق، وتركيا، واليمن، والصومال، كما خططوا لاستهداف المصالح الغربية بالمملكة، ومقرات الشركات الأجنبية، والمواقع السياحية، والمؤسسات السجنية، وكذا اغتيال أجانب وشخصيات عمومية". ولتنفيذ مخططاتهم التخريبية، حسب البلاغ نفسه، "فتح أعضاء هذه الخلية قنوات اتصال عبر الإنترنت مع خبراء في مجال تصنيع المتفجرات، بينهم المتهم الرئيسي في تفجير مقهى أركانة بمراكش، بغية الحصول على معلومات وخبرات في هذا المجال". كما أكدت تحريات المصالح الأمنية تورط أفراد هذه الخلية في قرصنة البطائق البنكية، واستخراج أموال، أرسلت إلى جهات إرهابية بالصومال.