أجرى محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، أمس الخميس مباحثات مع جاسم محمد عبد المحسن الخرافي، رئيس مجلس الأمة الكويتي. وأفاد بلاغ لمجلس المستشارين أن بيد الله تطرق خلال هذا اللقاء لمتانة العلاقات الأخوية التي تربط الشعبين الشقيقين المغربي والكويتي والتي تستمد عمقها من العلاقات الأخوية التي تجمع بين قائدي البلدين صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. كما نوه بمتانة العلاقات الإنسانية والتاريخية والاقتصادية التي تجمع المغرب بدولة الكويت وتطابق وجهات النظر والتنسيق بين البلدين في مختلف المحافل الدولية. من جهة أخرى، استعرض رئيس مجلس المستشارين التجربة الثنائية البرلمانية والهندسة الدستورية الجديدة للغرفة الثانية بالبرلمان. كما أطلع الوفد الكويتي على أهم الإصلاحات السياسية والمؤسساتية والديمقراطية التي عرفها المغرب خلال العشرية الأخيرة والتي توجت بالتصويت على دستور جديد ومتقدم مكن المملكة من "انتقال ديمقراطي سلس وذكي أتاح للمغرب دخول نادي الدول الديمقراطية المتقدمة". وتطرق بيد الله إلى الجهود المبذولة من طرف الدولة في مجال محاربة الفقر والهشاشة والبطالة عبر برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا في مجال التصدي للاتجار في البشر والمخدرات والسلاح والتطرف والإرهاب، مشيرا إلى تنامي أنشطة "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في منطقة الساحل الإفريقي التي تهدد الأمن والاستقرار في جنوب البحر الأبيض المتوسط. وبعد أن أشاد بالموقف الداعم والمساند لدولة الكويت بشأن قضية الوحدة الترابية والوطنية، اعتبر السيد بيد الله أن مقترح الحكم الذاتي الموسع بالأقاليم الجنوبية يعد الحل الأنجع والعادل لإنهاء هذا النزاع المفتعل في إطار السيادة الوطنية والترابية للمملكة. على صعيد آخر، أبرز رئيس مجلس المستشارين الدعم المغربي ملكا وحكومة وشعبا للقضية الفلسطينية وما يقوم به جلالة الملك بصفته رئيسا للجنة القدس من أعمال ملموسة لدعم صمود المقدسيين ومساندة الشعب الفلسطيني بصفة عامة من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ودعم جلالته السياسي والمادي للشعب الفلسطيني الشقيق في مقاومته للاحتلال وللمحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس. من جهته، أشاد رئيس مجلس الأمة الكويتي، بحكمة وقيادة جلالة الملك لمسلسل الإصلاحات الهامة التي عرفتها المملكة ودورها في ترسيخ الاستقرار وتحقيق النمو. وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، أكد المسؤول الكويتي دعم ومساندة بلاده للمغرب في قضيته، معتبرا أن مقترح الحكم الذاتي الموسع في الأقاليم الجنوبية يعد "الحل الأمثل لمعالجة هذه القضية وبناء إتحاد مغاربي قوي وفاعل". ولم يفت المسؤول الكويتي التذكير بالموقف التاريخي للمغرب من خلال دعم الشرعية الكويتية إبان الغزو العراقي ومشاركته في تحرير دولة الكويت، مؤكدا أن الكويتيين سيتذكرون باستمرار مواقف المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه إبان المحنة التي عرفتها الكويت.