تشهد الصيدليات المغربية، منذ شهر، نفاذ مخزون دواء "ليمورال"، من فئة 50 ميليغراما، الخاص بعلاج مشاكل البصر لدى مرضى ومعاقي داء بهجت ما عسر على المرضى الولوج إلى علاجاتهم الطبية، وجعلهم يتخوفون من استمرار هذه الوضعية، التي تهددهم بفقدان البصر. واضطرت جمعية مرضى ومعاقي داء بهجت، أول أمس الخميس، إلى بعث رسالة إخبارية، لم تخل من التعبير عن مشاعر الاستياء، إلى كل من وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية والتضامن، لدعوتهما إلى التدخل لتوفير الدواء، للحيلولة دون إصابة مرضى بهجت بمضاعفات صحية على مستوى العين، تهددهم بفقدان البصر. وأوضح مصطفى مقدم، أحد المصابين بالداء، أن الدواء المذكور يعتبر تركيبة علاجية فعالة وحيوية، تعمل على وقف التهابات عروق العين، وتمنع وصول الالتهابات إلى الشبكة، وبالتالي تحول دون فقدان نعمة البصر. وعبر مقدم عن مخاوف المرضى من استمرار غياب هذا الدواء بالصيدليات، إذ يتهددهم العمى، في ظل عدم وجود تركيبة دوائية بديلة، قد يلجأون إليها في غيابه، مشيرا إلى أن غلاء الدواء، الذي يصل إلى 500 درهم، يحول دون اتخاذ تدابير للتغلب على النفاذ المتكرر من مخزونه في الصيدليات. يشار إلى أن بعض الأطباء يقدرون عدد المصابين بداء بهجت في المغرب بما يزيد عن عشرة آلاف مصاب، 6 آلاف منهم يتابعون علاجهم في مستشفيات الدار البيضاء، ويتوفرون على ملفات طبية لدى إدارتها. ويعاني كثير من المصابين، سيما المتحدرون من مناطق بعيدة عن الدارالبيضاء والرباط، مشكلة التنقل لتلقي العلاج والاستشفاء، الذي تفرضه درجة وتطور المرض. ويؤكد الأخصائيون أن الكشف عن الإصابة بداء بهجت لا يتعدى خضوع الشخص لفحص سريري، يعتمد خلاله الطبيب على الأعراض لدى الشخص، وعلى تجربته، ذلك أن الكشف عن المرض لا يتطلب تحاليل طبية أو مخبرية. ومن أبرز أعراض المرض، تكرار إصابة الشخص بتقرحات في الغشاء المخاطي للفم وعلى اللسان والشفتين، تظهر لفترات غير متباعدة، وتزيد عن ثلاث مرات في السنة. ومن العوامل المساعدة على التأكد من الإصابة، ظهور التقرحات المذكورة في الجهاز التناسلي، سيما عند الرجال، باعتبارهم الفئة الأكثر إصابة بداء بهجت. ويحمل المرض اسم مكتشفه، الطبيب التركي بهجت، الذي شخصه سنة 1937، وظهر في الصين القديمة، في القرن الثاني قبل الميلاد، وكان يسمى مرض طريق الحرير والتوابل، وبعد ذلك، مرض حوض الأبيض المتوسط، لتمركزه في المنطقة.