يتبنى الإسلاميون الليبيون، الذين يشكلون تيارا صاعدا في مرحلة ما بعد القذافي، موقفا معتدلا مؤكدين استعدادهم للمشاركة في السلطة في إطار مؤسسات ديمقراطية. مصطفى عبد الجليل يصافح الدعاة الإسلاميين في مدينة الزاوية (أ ف ب) وقال عماد البناني، أحد قادة تيار الإخوان المسلمين، الأربعاء الماضي، لفرانس برس، "من الطبيعي أن يكون للإخوان المسلمين وجود في السلطة، ونحن نؤمن بالشراكة وبالدولة المدنية الحرة الديمقراطية". وأضاف "أن الإسلام الوسط يأخذ وضعه التلقائي في المجتمع الليبي الذي لا يقبل التشدد والتطرف وهو محافظ بطريقة سهلة وسلسة". ولطالما كرر رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل، وزير العدل السابق، أن الليبيين لن يقبلون بالحركات المتطرفة، لا من اليمين ولا من اليسار. وأعلن عبد الجليل، أخيرا، أن الإسلام سيشكل المصدر الرئيسي للتشريع في الدولة الجديدة. ويقر محمود شمام، الذي ينتمي إلى التيار الليبرالي ويتولى شؤون الإعلام في المجلس الانتقالي بوزن الإخوان المسلمين، الذين يعتبرهم "الأكثر تنظيما" بين القوى الأخرى. ويقول شمام "هناك تنوع في الخطاب السياسي الديني بين المعتدل والمتطرف والشديد التطرف، ولكنني أرى أن معظم التيارات الإسلامية ستصب في اتجاه الاعتدال". ويضيف أن "حركة الإخوان المسلمين هي الأكثر تنظيما ووجودا في الشارع الليبي. نحن لا نعترض على الإطلاق على تواجد الإسلاميين. نهجنا قبول الآخر وتعدد الآراء والاتجاهات بدون ضغط أو ترهيب والكلمة الفصل لصندوق الانتخابات والابتعاد عن التكفير والإقصاء الإيديولوجي". ويؤكد أنه "في المرحلة المقبلة لن يكون للعامل الإيديولوجي دور، ولكن العوامل الجهوية والقبلية والشخصية ستلعب دورا أكبر إلى أن ينضج المجتمع المدني". ويرى محمد عميش، المنسق العام لائتلاف 17 فبراير والمقرب من الإسلاميين أن "الشارع الليبي بطبيعته متدين ولا خوف من التطرف". ويوضح أن "التيار الإسلامي لا يمكنه أن يقود ليبيا بصورة منفردة، وأظن ستكون هناك تحالفات وطنية وحتى مع الليبراليين، الشارع سيكون الضابط الرئيسي الذي لن يقبل بوجود لا يمين ولا يسار". ويؤكد الشيخ علي الصلابي، أحد القادة الإسلاميين النافذين في ليبيا، "نحن ضد فكرة الإمارة الإسلامية، نحن مع الدولة المدنية لأننا نؤمن بالديمقراطية". ويضيف الصلابي أن "الشريعة الإسلامية عليها اتفاق وإجماع، ومشروعنا وطني وليس إسلاميا، إننا نحترم أهداف وطموحات الشعب الليبي ونسعى لحماية الثورة من السرقة". وهاجم الصلابي بشدة محمود جبريل، الرجل الثاني في المجلس الانتقالي واحد قادة التيار الليبرالي، واتهمه بالعمل على بناء أسس دولة "استبدادية". وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال هذا الزعيم الإسلامي، الذي يحظى بتأييد قطر والذي اضطلع بدور مهم في تمويل المقاتلين المعارضين للقذافي وتسليحهم، "بدأت ملامح دولة استبدادية قادمة تلوح في الأفق يقودها محمود جبريل تعتمد أسلوب تكميم الأفواه بالمال والسلطة".