أسدل الستار بمدينة الصويرة، نهاية الأسبوع المنصرم، على فعاليات المعرض المقدسي الذي احتضنه، على مدى أسبوعين، مقر المذكرة 21 بساحة مولاي الحسن بالمدينة العتيقة، جانب من افتتاح المعرض (طيفور) والذي نظم من قبل جمعية القدس للبحوث والتنمية بشراكة مع جمعية الصويرة موكادور، تحت شعار "الإيمان بالتعايش سبيل لتحقيق السلام العادل والشامل"، وضم منتوجات يدوية تمثل التراث الفني التقليدي المقدسي الإسلامي واليهودي والمسيحي. وفي تصريح ل"المغربية"، أوضح محمود محمد الجمل، رئيس جمعية القدس للبحوث والتنمية ببيت حنينا بالقدسالشرقية، أن المعرض يأتي للمساهمة في تقوية التمازج والتلاحم والتكامل بين الجالية المغربية بشقيها الإسلامي واليهودي وبين المغرب الوطن الأم، وإظهار مدينة القدس كتركيبة فريدة ومتنوعة الأطياف متحدة دائما ومنسجمة على مدى التاريخ، وأنها لم تكن في يوم إلا مجموعة مختلفة من حيث التنوع، ومتفقة من حيث المبدأ. واستطرد الجمل أن المعرض نقطة انطلاق للترويج لمبدأ التسامح والتعايش والتحاور، باعتبار أن الصويرة تعتبر قصة نجاح، ودليل حقيقي على وجود ونجاح هذه الفكرة، وقدوة يحتذى بها في هذا المجال. واعتبر الجمل تراث الأمم الفني وتقاليدهم ركيزة أساسية من ركائز هويتهم الثقافية، وعنوان اعتزازهم بحضارتهم وثقافتهم، ومصدرا حيويا للإبداع المعاصر، ينهل منه فنانوهم وأدباؤهم وشعراؤهم كما مفكروهم وفلاسفتهم. وأضاف الجمل أن التراث الثقافي ليس معالم وصروح وآثار فحسب، بل هو أيضا، كل ما يؤثر في الإنسان من تعبير غير مادي، من فلكلور وأغان وموسيقى شعبية، وحكايات ومعارف تقليدية، يتوارثها الإنسان عبر الأجيال والعصور، وكذا تلك الصروح المعمارية المتعددة والمختلفة، وتلك البقايا المادية من أوان وحلي وملابس، ووثائق وكتابات جدارية، إذ كلها تعبر عن روح هذا الإنسان ونبض حياته وثقافته. وأكد الجمل أن التراث يمثل الذاكرة الحية للفرد والمجتمع، ويمثل بالتالي هوية يتعرف بها الناس على بعضهم البعض، كما أن التراث بقيمه الثقافية والاجتماعية يكون مصدرا للتعايش والتضامن والتكامل، ذلك أن تراكم الخبرات يكون الحضارة، وتراكم المعلومات يكون الذاكرة، ولهذا جاء معرض التراث المقدسي بالصويرة. حظي المعرض، مند افتتاحه، باهتمام بالغ من سكان وزوار المدينة، الذين توافدوا عليه بكثرة للوقوف على إبداعات الصانع التقليدي المقدسي، فلامسوا عن قرب مدى حنكة هذا الصانع وتفننه في ابتكار تحف تسحر العين، وتأسر الألباب رغم قسوة ظروف العمل، ومعاملات الاحتلال، كما ثمنوا الجهود، التي بذلت لتنظيم هذا المعرض الأول من نوعه بالمغرب، ومقاصده النبيلة المتمثلة في المساهمة في إشاعة و بلورة ثقافة التعايش والتسامح، بعيدا عن كل التعقيدات السياسية. وجدير بالذكر أن وفدا مقدسيا يتكون من 12 فردا يمثلون الديانات الثلاث كان حل بالصويرة لحضور مراسيم افتتاح المعرض، وتتبع عدد من الأنشطة الاجتماعية والفنية والثقافية، التي عرفتها مدينة الصويرة. 1-