أكد مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أمس الاثنين، في الدوحة أن العقيد معمر القذافي ما يزال يشكل "خطرا"، ودعا التحالف الدولي بقيادة حلف شمال الأطلسي إلى الاستمرار في دعم القيادة الجديدة في ليبيا. الثوار يستعدون لمعركة سرت الأخيرة (أ ف ب) وقال عبد الجليل في افتتاح اجتماع لرؤساء أركان الدول المشاركة في العمليات العسكرية في ليبيا بالدوحة إن "تحدي القذافي لقوات التحالف ما يزال يشكل خطرا ليس على الشعب الليبي فقط، وإنما على كل العالم". وأضاف "لذلك نناشد التحالف الاستمرار في دعمه لنا". من جهته قال جلال الدغيلي، الذي قدم نفسه باعتباره "وزير الدفاع الليبي" في الاجتماع "ما زلنا في حاجة للدعم العسكري واللوجستي من التحالف، وأتمنى أن يستمر هذا الدعم". وأضاف "ما زلنا في حاجة إلى تأمين الأمن والقضاء على الخلايا النائمة (اللجان الثورية والطابور الخامس) وما أكثرها". وتدخل التحالف الدولي في ليبيا في 19 مارس الماضي، بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي لحماية المدنيين من قمع النظام لثورة اندلعت منتصف فبراير الماضي. وأصبحت العمليات، منذ 31 مارس المنصرم، تحت قيادة الحلف الأطلسي. وأكد مصطفى عبد الجليل أنه "لولا الدعم العسكري للناتو لما أمكن للثوار أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه". من جهة أخرى، أفاد مراسل وكالة فرانس برس أن انفجارات عدة دوت ليلة أول أمس الأحد، وصباح أمس الاثنين، في طرابلس بعيد تحليق طائرة لحلف شمال الأطلسي فوق العاصمة الليبية. وأتت هذه الانفجارات، التي دوت من البعيد قبيل منتصف ليلة أمس الاثنين، في حين كان الثوار الليبيون يحتفلون على امتداد المدينة بالنصر كما في كل مساء مطلقين النار في الهواء من أسلحتهم الرشاشة. وبعد الانفجارات، توقف إطلاق النار ابتهاجا من الثوار لدقائق عدة ما أدى إلى هدوء غير اعتيادي ساد في طرابلس، قبل أن يستأنف إطلاق النار بوتيرة أخف. وانتهت المعارك في طرابلس إلا أن مجموعات صغيرة معزولة من الموالين لمعمر القذافي ما تزال تظهر بشكل متفرق، خصوصا خلال الليل، حسب الثوار. وتدفع قوة الانفجار إلى الاعتقاد بوجود قوات موالية للقذافي قرب العاصمة، حيث استعاد الثوار السيطرة على المجمع، الذي كان معمر القذافي يدير ليبيا منه، منذ 42 عاما. والقذافي حاليا متوار عن الأنظار. من جهته، قال العقيد سالم مفتاح الرفادي، أحد قادة المعارضة الليبية لرويترز، أول أمس الأحد، إن المعارضة بحاجة إلى عشرة أيام على الأكثر للسيطرة على سرت مسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي وآخر معاقله الرئيسية. وتابع أن قوات المعارضة تقدمت من ناحية الشرق وأصبحت على بعد نحو 100 كيلومتر من سرت وتتقدم، أيضا، من مصراتة من ناحية الغرب وستقاتل إذا فشلت المفاوضات الجارية الآن بشأن تسليمها السيطرة على المدينة. وقال الرفادي لرويترز أثناء زيارة لبنغازي "ليس هدفنا إراقة مزيد من الدماء، هدفنا هو تحرير سرت". وأضاف"لا نريد مزيدا من الدماء، وخاصة في صفوف المجاهدين أطفال.. شيوخ.. نساء". وردا على سؤال بشأن المدة التي يحتاجها المعارضون للسيطرة على المدينة قال الرفادي إنها عشرة أيام على الأكثر وربما أقل. ويشعر المراقبون بقلق من أن يكون القتال في سرت أكثر دموية منه في طرابلس حيث ما تزال في الشوارع جثث متحللة بعد أن اجتاحت قوات المعارضة العاصمة الأسبوع الماضي. ويعتقد أن سرت تضم عددا كبيرا من المقاتلين الموالين للقذافي المصرين على موقفهم ومنشآت عسكرية مهمة. ويقول حلف شمال الأطلسي إن جيش القذافي أطلق عددا من صواريخ سكود من البلدة، لكن يعتقد أن جميعها سقطت بعيدا عن أهدافها.