طالب شباب الثورة الصحراويون، في مخيمات المحتجزين بتندوف، المنتظم الدولي بالتدخل والضغط على قيادة البوليساريو، لتستجيب لمطالب الشباب الطامحة إلى التحرر والانعتاق من سياسة الحديد والنار الممارسة ضد المحتجزين. وقال قيادي في شباب الثورة الصحراويين، رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية، في اتصال مع "المغربية" إن "الثوار الشباب يسعون إلى التغيير في المخيمات عبر رفع الحصار عن المعلومة، ونشر حقيقة كل ما يجري ويدور داخل مخيمات المحتجزين، وإظهار طرق قمع وتكميم الأفواه المطالبة بالتغيير ورفع الاستبداد والبؤس عن أنفاس المحتجزين". وأبرز المتحدث أن الشباب الصحراويين، الذين عانوا الويلات، سيتوجهون في مسيرات الاحتجاج المقبلة بنداء استغاثة إلى المنتظم الدولي لحمايتهم من الظلم والطغيان المسلط عليهم من طرف قيادة البوليساريو. وقال "نطالب كل دول العالم بالتدخل لحمايتنا، لأننا لم تعد تنطلي علينا لعبة التخدير الإيديولوجي، الذي مارسته قيادة البوليساريو لمدة 35 سنة"، مشيرا إلى أن ثورة الشباب الصحراوي على قيادة البوليساريو، المؤتمرة بأوامر جنرالات الحرب الجزائريين، "ستبقى مستمرة، إلى حين فرض أسلوب التغيير والتمكن من إنهاء هذه المأساة الإنسانية داخل مخيمات تفتقر إلى أبسط أساليب العيش الكريم". وأضاف قوله "كل أسبوع لنا موعد مع الاحتجاج ضد القيادة الفاسدة، التي تاجرت في معاناة المحتجزين داخل المخيمات"، معلنا أن ثورة الشباب الصحراوي أصبحت تلقى تعاطفا كبيرا وسط المحتجزين بالمخيمات، وأنها ازدادت قوة، بعد انضمام العديد من الشعراء والفنانين الصحراويين إليها، أبرزهم المغني علال الناجم الملقب ببلبل الصحراء، الذي يخوض اعتصاما مفتوحا لأزيد من 15 يوما، نتيجة التهديد بنفيه خارج المخيمات من طرف خديجة حمدي، زوجة زعيم البوليساريو عبد العزيز المراكشي، بعد أن أصدر ألبوما جديدا تضمن أغنية بعنوان "شباب التغيير"، يدعو فيها كافة الصحراويين إلى الانخراط في التغيير لوضع حد لمأساة إخوانهم المحتجزين، كما نعت فيه قيادة البوليساريو بالفاسدة والمرتشية. في السياق ذاته، قال عبد الرحيم الحرشي، رئيس جمعية الموسيقيين المغاربة في مدينة شارلوروا ببلجيكا، في تصريح ل"المغربية"، إن الناجم، الذي ينتمي لقبيلة السباعيين، يتعرض لمضايقات داخل مخيمات تندوف بسبب إصداره ألبومه الأخير، المتضمن لأغاني وأشعار مؤيدة لثورة شباب التغيير داخل المخيمات، مبرزا أن الناجم خضع للاستنطاق لأيام طويلة ومورست عليه ضغوط بهدف التخلي عن أفكاره الجديدة. وأعلن الحرشي أن الموسيقيين المغاربة بشارلوروا بادروا إلى الإعلان عن تضامنهم مع حق الناجم في التعبير. وكان العديد من الحقوقيين والفنانين أسسوا ائتلافا للفنانين والموسيقيين الدوليين لدعم علال الناجم للدفاع عن حقوقه والتعريف بقضيته لدى الهيئات الأوروبية والدولية، المعنية بحرية الفكر والإبداع وحماية الفن، لإنصافه، وإعادة الاعتبار إليه، وحماية حقوقه الفكرية والأدبية والإبداعية، وضمان سلامته الجسدية.