أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمس، صلاة الجمعة بمسجد النور بتطوان. وأبرز الخطيب في مستهل خطبة الجمعة أن الله تعالى فضل بعض النبيئين على بعض، وفضل بعض الأماكن على بعض، وفضل بعض الليالي والأيام على بعض. وأشار إلى أن أعظم ليلة في السنة كلها هي ليلة القدر المباركة، التي هي خير من ألف شهر. وأوضح أن هذه الليلة سميت بليلة القدر لعظمها وقدرها وشرفها، مبينا أن القدر معناه الشرف العظيم، فهي ليلة أنزل فيها كتاب ذو قدر، وعلى لسان ملك ذي قدر، وعلى رسول ذي قدر لأمة ذات قدر، مبرزا أنه في ليلة القدر تتنزل الملائكة والروح بأمر الله عز وجل فيستغفرون للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . وأضاف أنه في هذه الليلة المباركة يفصل الله تعالى ويبين كل أمر محكم من أرزاق العباد وآجالهم وسائر أحوالهم، فلا يبدل ولا يغير، كما يتفضل فيها عز وجل بالرضى والرضوان والرحمة والغفران لمن أحيى هذه الليلة وأقامها إيمانا واحتسابا لله تبارك وتعالى . وذكر بأن النبي (صلعم) رغب المسلمين في إحياء العشر الأواخر من رمضان كلها بمزيد من التهجد والقيام والذكر وتلاوة القرآن والدعاء والتضرع إليه عز وجل، مشيرا إلى أنه جرت عادة المسلمين بتحري هذه الليلة المباركة في السابع والعشرين من شهر رمضان، باعتبار ذلك هو المشهور من الأقوال فيها. وأكد، في هذا السياق، أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اقتداء بسنة جده المصطفى وسنن صحابته الأبرار، وسيرا على نهج أسلافه الميامين في اغتنام ليلة القدر المباركة في ما يرضي الله من صالح الأعمال، دأب جلالته على إحياء هذه الليلة في جو تغمره الرحمات الإلهية، وتعطره النفحات الربانية، وتحفه الملائكة، ويشمله قول الرسول الكريم "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده". وقال الخطيب إن مما شرعه الله تعالى في هذا الشهر الكريم، إخراج زكاة الفطر، وهي واجبة بعموم آيات الزكاة الواردة في القرآن الكريم، وبالحديث النبوي الشريف، موضحا أن الحكمة من مشروعية زكاة الفطر، كما أخبر بذلك الرسول الكريم، أنها طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، وهذا مظهر من مظاهر وحدة الأمة وتماسكها وتراحمها، وهي تجب على المسلم عن نفسه، وعن من تلزمه نفقته، ومقدارها صاع مما يقتات به من غالب قوت أهل البلد. كما يجوز، يضيف الخطيب، إخراجها نقدا بما يتراوح ما بين عشرة دراهم وخمسة عشر درهما عن كل شخص، حسب عيش كل وسط، وأنه لا يجوز تأخر إخراجها عن صلاة العيد، فإذا أخرت، فإنما هي صدقة من الصدقات . وابتهل الخطيب، في الختام، إلى العلي القدير بأن ينصر أمير المؤمنين، وحامي حمى الملة والدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصرا يعز به الدين ويجمع به كلمة المسلمين، وأن يتقبل أعماله الجليلة ببركة هذا الشهر الفضيل، ويجعل كل مبادراته أعمال خير وبركة على البلاد والعباد، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع إلى الله عز وجل بأن يشمل بواسع رحمته وجميل فضله الملكين المجاهدين، جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، ويكرم مثواهما .