نشب نزاع دام بين عروسين وعائلتيهما، بعد أن زعم العروس ليلة "الدخلة"، أنه وجد عروسه ثيبا وليست بكرا، عندما صاح ملء فمه، أمام حشود المدعوين، والاحتفال بالعرس على أشده، أنه وجد زوجته فاقدة لبكارتها. يعود هذا الحادث، إلى ليلة الأربعاء الماضي، حين تحول حفل زفاف إلى حرب استعملت فيها العصي والهراوات بين عائلتي العروس والعريس، بقرية أولاد جامع بنواحي مدينة فاس، حيث أصيب منهم الكثير بجروح متفاوتة الخطورة، رغم تدخل الضيوف والمدعوين، الذين حاولوا تهدئة الوضع بين الطرفين ودعوتهما إلى حل المشكل بينهما ب "التي هي أحسن"، خاصة أمام تعنت العريس وإصراره على أن عروسه ليست بكرا، وتشبث عائلة الأخيرة بكون ابنتهم غير فاقدة لعذريتها، كما تثبته الشهادة الطبية، التي سلمت لها قبل عقد القران. ولقطع الشك باليقين، ارتأت عائلتا العروسين عرض الزوجة على أحد أطباء الطب العام بمدينة فاس قصد التأكد من عذريتها، حيث جاء الفحص السريري للعروس ليثبت أنها تحمل جرحين حديثين، وثلاثة جروح صغيرة الحجم وقديمة بغشاء بكارتها، مع إشارة من الطبيب ذاته وبعبارة صريحة، في شهادته الطبية، أن العروس فاقدة لعذريتها، وهو ما لم تتقبله عائلة العروس، التي اعتبرت الطبيب غير مؤهل للقيام بهذه المهمة، ومتواطئا مع عائلة العريس، على اعتبار أنه طبيب عام وليس طبيبا متخصصا في النساء، ليبادر أهل العروس إلى عرض ابنتهم على طبيبتين متخصصتين في أمراض النساء والتوليد بمدينة فاس، واللتين سلمتا للمعنية بالأمر شهادة طبية تثبت أنها بكرا وأن غشاء بكارتها ما زال على حاله، ولم يجر افتضاضه. وعلى إثر هذه النازلة، وبأمر من وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بفاس، جرى فتح تحقيق في ملابسات هذه الواقعة، إذ أفاد الزوج وهو فلاح، في محضر الاستماع إليه بمحاضر الضابطة القضائية، بكونه تعرف على زوجته، خلال حفل عائلي بالدوار، وطلب يدها للزواج من عائلتها، التي وافقت على زواجها منه، لكنه صدم لدى دخوله على زوجته حين وجدها فاقدة لبكارتها، وتحدث الزوج على أن زوجته اعترفت له، لحظة دخوله بها، على أنها فقدت عذريتها على إثر علاقة جنسية مع شخص آخر من الدوار، عندما كانت تقوم برعي الغنم. الزوجة من جانبها، اتهمت زوجها بتعريضها للتعذيب والعنف بغرفة الزفاف لدى دخوله عليها، تشبثت بأنها ما زالت محافظة على عذريتها، وحملت مسؤولية فشل الافتضاض إلى زوجها، الذي اتهمته بكونه يعاني عجزا جنسيا، وعلى أنه كان في حالة غير طبيعية ليلة الدخلة، كما أنكرت العروس أي علاقة جنسية سابقة لها، بأي كان قبل عقد قرانها. وعمد أب الزوجة إلى تقديم شكاية، في هذا الموضوع، ضد زوج ابنته وضد الطبيب، الذي سلم لعائلة العريس شهادة طبية، يدعي من خلالها أن ابنته فاقدة لعذريتها، ويتهم الأب من خلال شكايته، المعروضة على أنظار المحكمة الابتدائية بفاس، الزوج بتعريض ابنته القاصر للعنف والسب والقذف، وبمنح شهادة طبية تتضمن بيانات غير صحيحة، بالنسبة للطبيب في الطب العام.