عوضت التمور الأجنبية، المستوردة من تونسوالإمارات العربية المتحدة، ومصر، والعراق، نظيرتها المغربية في الأسواق، لعدم تزامن موسم الجني هذه السنة مع شهر رمضان، الذي يعرف استهلاكا متزايدا لهذه المادة. وأثرت ندرة التمور المحلية على أسعار هذه الأخيرة، إذ سجلت زيادة في كل الأنواع، تراوحت بين درهمين وخمسة دراهم في الكيلوغرام الواحد، فقفز سعر تمر (العرش) المستورد من تونس، من 26 درهما إلى 32 درهما للكيلوغرام، أما النوع المسمى (فرتات)، القادم من الإمارات، فاستقر ثمنه في حدود 15 درهما للكيلوغرام، في الوقت الذي لم يتجاوز ثمنه، قبل أسبوعين، سقف العشرة دراهم. وأعاد تجار تمور، التقتهم "المغربية"، سبب هذا الارتفاع في الأسعار، والارتباك في تزويد الأسواق الوطنية بهذه المادة، إلى عدم تزامن موسم جني التمور المحلية مع هذه الفترة من السنة، التي تعرف استهلاكا إضافيا لتزامنها مع فصل الصيف، إذ تكثر الأعراس والحفلات، إضافة إلى شهر رمضان. وقال رضوان الشتيوي، تاجر تمور وتوابل في سوق الجميعة بالدارالبيضاء، إن "هناك ندرة في التمور هذه السنة، وهو ما كان له انعكاس على الأسعار"، متوقعا أن يستمر ارتفاع الأثمان إلى حدود الأسبوع الأخير من رمضان. وأضاف "نجد صعوبة في الحصول على التمور، لأن الكميات الموجودة الآن في الأسواق محدودة، والطلب يفوق العرض، لهذا ننصح المستهلكين باقتناء كميات قليلة، خلال الأيام الأولى لرمضان، وانتظار دخول التمور المحلية، بعد أسبوعين من الآن". وتشكل الأنواع الأجنبية 70 في المائة من مجموع التمور الموجودة في الأسواق، ومن بين الأنواع المتوفرة في الأسواق الوطنية، نوع يدعى "الجيهل"، ويتراوح ثمنه بين 20 و23 درهما للكيلوغرام، ويتراوح ثمن نوع "المجهول"، الذي تعتبر منطقة تافيلالت من أهم المناطق المزودة له، بين 100 و150 درهما للكيلوغرام، وهو معروف بجودته العالية، ويستعمل غالبا في المناسبات، كالأعراس والحفلات، أما "بوفقوس"، فاستقر ثمنه في 60 درهما للكيلوغرام، ويبقى أرخص هذه الأنواع "الخلط"، الذي يتراوح ثمنه بين 10 و40 درهما للكيلوغرام، حسب الجودة. ويتحفظ التجار بالتقسيط على شراء كميات إضافية من التمور، لخوفهم من تلفها بسبب ارتفاع درجة الحرارة، إذ قال عبد العزيز الزوين، بائع التمور والفواكه الجافة في درب ميلان بالدارالبيضاء، إن "التجار بالتقسيط يعجزون عن تخزين التمر خوفا من أن تفسده الحرارة، إذ أن جل الكميات المتوفرة حاليا كانت مخزنة في محلات التبريد، وبالتالي، فهي لا تقاوم درجات الحرارة المرتفعة، وسريعة التلف". ويشكل شهر رمضان ذروة استهلاك التمور بالمغرب، ويسوق خلاله جل منتوج الواحات المغربية، الذي يتراوح بين 60 و80 ألف طن في السنة، كما يشكل موردا أساسيا للدخل بالنسبة إلى سكانها.