أعلنت كندا، رسميا، أمس الخميس، إنهاء مهمتها القتالية في أفغانستان، بعد تسع سنوات من المعارك، التي أدت إلى مقتل157 من جنودها، وإنفقاها أكثر من11 مليار دولار. القوات العسكرية الكندية تنهي مهمتها رسميا في أفغانستان ومع تراجع التأييد الشعبي للحرب في أفغانستان ، غادر معظم الجنود الكنديين، البالغ عددهم ثلاثة آلاف عنصر، الذين كانوا ينتشرون، خصوصا، في قندهار، التي تعتبر من المناطق الخطرة. ومن المقرر تنظيم حفل، في قندهار، لإعلان إنهاء العمليات القتالية، رسميا، رغم أن مئات من الجنود الكنديين، سيبقون في البلاد للقيام بمهمات تدريب. وكان الجنود الكنديون بدأوا انتشارهم، في أفغانستان، في مطلع 2002، بعد أشهر على الاجتياح الدولي لأفغانستان، بقيادة الولاياتالمتحدة، للإطاحة بنظام طالبان، بعد اعتداءات11 شتنبر، في الولاياتالمتحدة. وفي الأسابيع الماضية، استكملوا آخر دورياتهم، وحزموا عتادهم، وتجمعوا في مطار قاعدة قندهار الجوية، قبل العودة إلى بلادهم. وأعلنت بريطانيا، أيضا، عن انسحاب جزئي لقواتها، بعد حوالي عقد من الحرب، لكن كندا كانت أبرز دولة مساهمة في قوة حلف شمال الأطلسي (ايساف)، تبدأ سحب قواتها هذه السنة. سلمت كندا، الثلاثاء، المسؤوليات الأمنية، في آخر إقليم، كانت تنتشر فيه قواتها، إلى العناصر الأميركية، في خطوة رمزية، في إطار عملية سحب القوات، رغم أن الأميركيين كانوا منتشرين في المنطقة، منذ أسابيع. ويؤكد القادة الكنديون أنهم أحرزوا مكاسب كبرى، منذ انتقالهم إلى قندهار، التي تعتبر مهد حركة طالبان. وانضمت فرنسا وبلجيكا إلى بريطانيا في الإعلان عن سحب قواتهما، أيضا. وتوافقا مع ما أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الشهر الماضي، أنه سيسحب 33 ألف عنصر، من أفغانستان، بحلول نهاية 2012، أعلن البنتاغون الأميركي، أمس الأربعاء، أن انسحاب القوات الأميركية، سيبدأ هذا الصيف مع عودة 800 جندي، اعتبارا من هذا الشهر. وقال الجنرال ديفيد رودريغيز، الذي يشغل منصب مساعد قائد قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان، إن "الانسحاب سيبدأ هذا الشهر" موضحا أنه "سيشمل قوات قتالية، وقوات دعم في المعارك، وقوات دعم لوجستي في المعارك". وقال "إن الأمر يتعلق بانسحاب تدريجي، وأنا مقتنع أننا سنتمكن من سحب هذه القوات، قبل نهاية العام، وإنجاز مهمتنا"، مشيرا إلى أن وحدتين أمريكيتين، إحداها متمركزة في كابول، سوف تنهيان مهمتهما نهاية الشهر، ولن تحل محلهما قوات أخرى. وتعد هذه هي المرة الأولى، التي يعلن فيها البنتاغون، بالتفصيل، عن جدول زمني للانسحاب، الذي سبق وأعلنه الرئيس باراك أوباما الشهر الماضي. وكان أوباما أعلن انسحاب عشرة آلاف رجل، قبل نهاية السنة، ثم انسحاب باقي التعزيزات، التي أرسلت، نهاية 2009، إلى أفغانستان، أي 23 ألف جندي في نهاية صيف 2012 . ومن المفترض أن تغادر كل القوات القتالية الأجنبية أفغانستان، بحلول نهاية 2014،وأن تسلم المهام الأمنية للقوات الأفغانية.