"ماما راني نْجحت، حصلْت على 14 في المعدل، شفت راقمي في سيت منارة" (أيس بريس) عبارة قالتها نادية (بكالوريا شعبة علوم الحياة) بثانوية المختار السوسي بسيدي عثمان بالبيضاء، وهي تنط من كثرة الفرح، لكن والدها أجابها، "لا آبنتي، أنا ماغديش نتيق حتى نشوف الرقم معلق في السبورة". نادية ليست التلميذة الوحيدة، التي علمت بنجاحها في امتحانات الباكلوريا، التي أعلن عن نتائجها مساء الاثنين الماضي، بل العديد من التلميذات والتلاميذ علموا بالخبر نصف ساعة قبل موعد الإعلان عن النتائج بالمؤسسات التعليمية. بعض التلاميذ لم يبرحوا جهاز الكومبيوتر وهم يبحثون عن أرقامهم، لكن في الرابعة عصرا، اضطر بعضهم إلى التوجه إلى المؤسسات التعليمية لانتظار موعد الإعلان عن النتائج. "واش بنتك نجحات"، "علاش ما صيفتيش رقمها في السيت؟"، "كيفاش؟"، "راه ماغادي يعلقوا حتى الخمسة أوالستة ديال لعشية"، "واش بنتك علمية أو لا أدبية؟"، "راه العلميين نجحوا أكثر من الأدبيين"، كانت هذه عبارات تبادلتها أمهات تلاميذ الباكلوريا، بعد ظهر، يوم الاثنين الماضي، بحي مولاي العربي العلوي، بمقاطعة ابن امسيك، قبل موعد الإعلان عن النتائج. في حدود الرابعة بعد الظهر دبت حركة غريبة في أرجاء الأحياء الشعبية، إذ لا حديث بين الأمهات والآباء والمرشحين لاجتياز امتحان الباكلوريا سوى عن البحث عن أرقام الترشيح عبر الأنترنيت "سيت"، أو عبر "الكود" 3535 من أجل معرفة النتيجة سواء إيجابية أو سلبية. يرسل المرشح "الكود" وينتظر وقتا قد يكون طويلا أو قصيرا، من أجل التوصل بالنتيجة، إذ هناك من عرفها بعد نصف ساعة، بينما آخرون لم يعرفوا إلا في السابعة مساء، أي بعد مرور ساعتين عن الإعلان على نتائج المرشحين بالمؤسسات التعليمية، بسبب وجود عطب في المواقع المذكورة. تهافت على مقاهي الإنترنت تزامن الإعلان عن النتائج هذه السنة في موقع منارة مع الإعلان عن النتائج في المؤسسات التعليمية، إذ لم يكن الفارق سوى نصف ساعة، الشيء الذي تطلب من التلاميذ شحن بطاقات التعبئة الخاصة بالهاتف المحمول، ما أنعش الرواج التجاري لدى أصحاب المخادع الهاتفية والأكشاك ومقاهي الإنترنيت. هناء (بكالوريا شعبة العلوم الإنسانية)، ظلت تركض بين أزقة الحي وهي تردد "راه ماجاوبونيش في الميساج، يمكن راني سقطت"، أما والدتها فقالت بنبرة حزينة "ما يمكنش، راه بنتي خدمت مزيان، حصلت في الجهوي على معدل 14 وفي المراقبة 14"، لكن بمجرد ما علقت سبورة المترشحين بثانوية المختار السوسي، حتى قفزت هناء من شدة الفرح وعانقت والدتها مرددة "راني نجحت". لم تكن هناء المترشحة الوحيدة التي لم تتوصل بالرسالة الهاتفية، بل عشرات المرشحين أصيبوا بالإحباط وفقدوا الأمل في النجاح، فمنهم من أغمي عليه ولم يستيقظ من غيبوبته إلا بعد أن سمع زغاريد والدته والجيران.