انتهت لدى تلاميذ الباكلوريا، مساء أول أمس الاثنين، فصول أسبوعين من الانتظار والترقب، طاردهم خلالها القلق والتوتر، وتوجت في الأخير بالدموع والفرحة لدى البعض والصدمة والإحباط لدى آخرين. مشهد الفرحة وخيبة الأمل عمت المؤسسات بالبيضاء (سوري) الاثنين 4 يوليوز، يوم مشهود في حياة هناء وأمها فاطمة، يبدو أن الأيام لن تزيحه من ذاكرتهما كباقي تلاميذ وتلميذات الباكلوريا هذه السنة، فهو يؤرخ لرحلة معاناة من نوع آخر بدأت بنهاية امتحانات شهادة الباكلوريا. قصدت هناء ووالدتها ثانوية مولاي عبد الله في شارع موديبوكيتا بالدارالبيضاء، في الثالثة ظهرا، بعد أن علمتا أن لوائح نتائج الباكلوريا ستعلق على باب المؤسسة بعد الظهر، إلا أنهما اضطرتا إلى الانتظار لأزيد من ساعة ونصف الساعة، لأن الحراسة العامة في ثانوية مولاي عبد الله لم تتوصل بالنتائج في الوقت المحدد لها. طيلة سويعات الانتظار، تردد دعاء الأم فاطمة، التي تحدثت بثقة قائلة "ابنتي بدلت مجهودا استثنائيا هذه السنة، وبدأت استعداداتها للامتحانات مبكرا، لهذا فأنا راضية على تحضيراتها والمجهود الذي بذلته" وأضافت متنهدة "اللي جابها الله هي اللي كاينا، ما عند الإنسان ما يدير"، بعد الإعلان عن النتائج انتابت هناء ووالدتها فرحة هستيرية، خاصة بعد أن علمت هناء أنها نالت شهادة الباكلوريا بميزة حسن. امتلأ محيط باب ثانوية مولاي عبد الله، ظهر يوم الإعلان عن النتائج بالآباء والتلاميذ، الذين تحدوا أشعة شمس وساعات الانتظار الطويلة والمملة، منهم من جاء رفقة الأب أو الأم، وعدد كبير منهم فضلوا الاستمتاع بهذه اللحظة بحلاوتها ومرارتها رفقة الأصدقاء والصديقات. يونس وسامي وعمر اجتازوا امتحانات الباكلوريا لأول مرة بعد اجتهاد وتحضير فكري ونفسي طيلة سنة دراسية كاملة، جمعتهم من جديد لحظة النتائج، دقائق بعد رفع اللوائح التي تحمل أرقام الناجحين والمستدركين والمكررين، توقع الأصدقاء الثلاثة أن يكونوا من ضمن الموفقين، بعد المجهود الذي بذلوه، لحظة رفع اللوائح ساد صمت رهيب بين الأصدقاء، وشرع كل منهم يبحث بعيون فاحصة عن رقمه في سبورة النتائج. كانت صدمة سامي كبيرة عندما تأكد أن رقمه موجود ضمن لائحة المستدركين وليس الناجحين، اختلطت مشاعر الإحباط وخيبة الأمل لدى سامي، ولم يتمالك نفسه، هبطت على خديه دموع الحسرة، خاصة بعد أن علم أن صديقيه من ضمن الناجحين. لم تجد محاولات يونس وعمر في طمأنة سامي، ووعدهما له بأنهما لن يتخليا عنه، وسيقفان بجانبه إلى أن يجتاز الدورة الاستدراكية بعد أسبوعين من الآن.