استنفدت سياحة البحر والشمس أغراضها، كمنتوج تقليدي لمختلف الوجهات السياحة بالمغرب وبات تسويق منتوج جديد يستقطب زبناء جددا ينعشون موارد الاقتصاد الوطني، مطلبا ملحا، فبرزت السياحة القروية كمردود اقتصادي واجتماعي مهم فضلا عن دوره الثقافي الغني بالأصالة والخصوصية المتفردتين، وبالتالي يستوجب من الجهة المعنية بالقطاع تحسيس الفاعلين ووكلاء الأسفار والمؤسسات المعنية للتعريف بكنوز السياحة القروية بربوع المملكة المغربية، شمالا وجنوبا، بجبالها وسهولها، واحاتها وصحرائها. في هذا الإطار، نظمت المندوبية الجهوية للسياحة بأكادير الملتقى الثاني للسياحة القروية بغية تطوير منظومة السياحة الوطنية، ثم تقوية وتنويع استراتيجية التنمية السياحية بمختلف الأبعاد والمناحي، مع تسويق التراث والموروث المغربي، الذي يروم تعزيز إشعاع الهوية الثقافية . وذكر المندوب الجهوي للسياحة بأكادير، عبد العزيز فطواك، بسياق ودواعي تنظيم هذا اليوم الدراسي الثاني للسياحة القروية كأهم منتوج تزخر به منطقة سوس وضواحيها، داعيا إلى وجوب سبر أغوار هذا المنتوج الغني بثرواته وإمكانياته البيئية والثقافية المتنوعتين. واستعرض المندوب الجهوي للسياحة مفهوم السياحة المستدامة دوليا ووطنيا واستراتيجية الوزارة ومقاربتها لمجال السياحة القروية وفق تحدي رؤية 2020، التي تنشد 20 مليون سائح، وكذا تعزيز جاذبية المناطق السياحية الجهوية، مع التركيز على البعد البيئي، والحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية. وأبرز عبد القادر اليعقوبي، عن جمعية "أكروطيك"، دور الجمعية في تنمية المنتوجات المحلية بجهة سوس ماسة درعة على مستوى تثمين منتوج كل من العسل وأركان والزعفران والصبار والورود والتمور، وتناول بالشرح والتحليل التحديات والمعيقات، ثم حصيلة المنجزات الرامية إلى تأهيل كل قطاع على حدة وانعكاس ذلك على التنمية البشرية وتنمية مستوى عيش السكان المحليين اجتماعيا واقتصاديا. ومن جهته، تناول عبد الكريم الزيادي آفاق السياحة البيئية ومجال الحفاظ على التنوع البيولوجي، مبرزا ملامح الغني النوعي للنباتات والوحيش والمدار السياحي البيئي الفريد، الذي يميز مختلف المناطق الجبلية والطبيعية بالمغرب عامة والجنوب المغربي خاصة. ويعد منتزه سوس ماسة من أبرز الفضاءات السياحية الثرية، يضيف محمد البكاي، مدير منتزه سوس ماسة، حيث عرف إعادة تأهيل نظمه الإيكولوجية وحفظ إدارة موارده الطبيعية من خلال إعادة تأهيل النظم الإيكولوجية الهشة، وعبر إنشاء المحميات لتنمية الغطاء النباتي وتطوير الأراضي الرطبة والحفاظ على التنوع البيولوجي، وكذا إعادة إدخال الحيوانات المنقرضة في جنوب المغرب. وأبرز خالد العيوض، عن جمعية "توزي"، دور المجتمع المدني في الترويج للسياحة القروية من خلال تجرية الجمعية، مؤكدا على اعتبار السياحة البيئية هي مجموع أشكال السياحة المعتمدة على الطبيعة والثراء الثقافي والسوسيواقتصادي، الذي تزخر به سوس العالمة. ودعا خالد العيوض إلى تطوير وإدارة السياحة القروية المستدامة، من خلال التخطيط وتطوير السياحة البيئية عبر مشاركة السكان المحليين بالترويج لسياسة الشراكة، لاستثمار ثراء وتنوع الثقافات والمعارف التقليدية للمجتمعات المحلية. وشهد الملتقى نقاشات مستفيضة ودقيقة همت مختلف الجوانب، التي يعرفها القطاع من معيقات وإكراهات كما تناول مسؤولو بعض وكالات الأسفار بعض الشهادات الحية أجمعت على أهمية هذا المنتوج، وأوصوا بتوفير بعض المستلزمات والحاجيات التي يتطلبها السائح الأجنبي. يشار إلى أن برنامج الملتقى عرف زيارة استطلاعية لنموذج أحد المواقع السياحية بموقع إيموازار إدوتنان، للاطلاع على مختلف الفضاءات البيئة الجميلة