قام وفد مغربي يمثل مجموعة من منظمات وهيئات المجتمع المدني، أول أمس الاثنين، بزيارة تضامنية لمصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي يواصل اعتصامه المفتوح أمام مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بنواكشوط. من أجل وضع حد لمأساته الإنسانية، والسماح له بالعودة إلى أسرته وأبنائه بمخيمات تندوف. وضم هذا الوفد كلا من عبد العالي مستور، رئيس منتدى المواطنة، وعائشة لخماس، رئيسة اتحاد العمل النسائي، ونعيمة المشرقي، رئيسة جمعية "ائتلاف وطننا"، بالإضافة إلى المعتقل السابق عبد الله لماني، الذي قضى أزيد من 23 سنة في سجون (بوليساريو). وتأتي زيارة الوفد المغربي لنواكشوط في إطار تحرك لمنظمات وهيئات المجتمع المدني المغربي من أجل التضامن مع مصطفى سلمى والكشف عن معاناته، بعد أن دخل اعتصاما مفتوحا، منذ قرابة شهر أمام مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بنواكشوط للمطالبة بإيجاد حل لوضعيته المأساوية وتمكينه من العودة إلى عائلته والاجتماع بأسرته الصغيرة في مخيمات تندوف. وقال عبد العالي مستور رئيس منتدى المواطنة إن زيارة الوفد لمصطفى سلمى في مكان اعتصامه المفتوح بنواكشوط " ،هي من أجل التضامن مع هذا المناضل والدفاع عن حقه في العودة إلى أهله وذويه وأبنائه، وكذا من أجل مساندة ودعم حقه في التعبير عن رأيه بكل حرية " . وأكد عبد العالي مستور في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه والوفد، الذي قام بهذه المبادرة الإنسانية " يدعو المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتتحمل مسؤولياتها في التدخل لدى السلطات الجزائرية وجبهة (البوليساريو)، من أجل ضمان عودة مصطفى سلمى إلى عائلته وأهله وضمان ممارسته لحقه في الرأي والتعبير" . وأوضح أن لقاءهم بمصطفى سلمى وقضاء يوم معه بمكان اعتصامه "شكل مناسبة للتعرف على مناضل شهم متمسك بمبادئه ومواقفه، وله رؤية واضحة ووعي عميق بما يجري في المنطقة ككل"، مؤكدا أن لمصطفى سلمى "إحساس قوي بضرورة إنهاء معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف، عبر حل سياسي وديمقراطي لقضية الصحراء يحفظ كرامتهم وهو الحل، الذي يراه في مقترح الحكم الذاتي، الذي تقدم به المغرب". وأضاف أنهم سيباشرون فور عودتهم إلى المغرب "سلسلة من المشاورات، من أجل إطلاق حملة دولية للتضامن مع مصطفى سلمى باعتباره يشكل رمزا للدفاع عن السلام والحلول الديمقراطية وحفظ كرامة الإنسان". ومن جهتها أكدت عائشة لخماس، رئيسة اتحاد العمل النسائي، أن زيارة الوفد لمصطفى سلمى جاءت "للاحتجاج على المتسببين في هذه الوضعية المأساوية، التي يعيشها هذا المناضل، والتي تخالف كل المواثيق والاتفاقيات والقوانين الدولية باعتباره لم يقم بأي فعل يجرمه القانون سوى أنه عبر عن رأيه وهو متشبث بحقه في العودة إلى أهله ". وناشدت العالم ممثلا في هيئاته ومكوناته المجتمعية ومنظمات حقوق الإنسان من أجل العمل على "إنهاء هذا الوضع الشاذ" وأن تضمن لمصطفى سلمى ولكل المحتجزين فوق التراب الجزائري الحق في التعبير وفي التنقل والتواصل مع ذويهم وعائلاتهم . وبدورها شجبت الفنانة، نعيمة لمشرقي، رئيسة جمعية "ائتلاف وطننا" الوضعية المأساوية، التي يعيشها مصطفى سلمى"، الذي يؤدي من خلال وضعيته الشاذة ضريبة التعبير عن رأيه وعن قناعاته". ودعت المنتظم الدولي إلى التحرك من أجل إنهاء معاناة هذا المناضل، مشددة على أنه "كفى من هذا الصمت غير المفهوم وغير المبرر تجاه قضية إنسان يعاقب لمجرد أنه عبر عن رأي مخالف لرأي الجزائر وقيادة (البوليساريو) المتحكمة في رقاب سكان تندوف". وطالبت كل الهيئات والفعاليات الوطنية والدولية، من أجل النضال ومساندة مصطفى سلمى وتمكينه من العودة إلى أسرته والالتقاء بأطفاله الصغار الذين لهم الحق في أن يعيشوا في كنف والدهم كباقي أطفال العالم . يشار إلى أن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي يواصل اعتصامه المفتوح أمام مكتب مفوضية شؤون اللاجئين بنواكشوط منذ قرابة شهر كان اعتقل من طرف جبهة (البوليساريو)، بعد أن عبر عن مساندته لمقترح الحكم الذاتي ليتعرض لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل قبل أن يجري طرده من المخيمات ومنعه من لقاء أسرته وأهله.