نظمت مجموعة من المنظمات الحقوقية المغربية، صباح أمس الاثنين، زيارة لمصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي يخوض اعتصاما مفتوحا أمام مقر مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في نواكشوط، للمطالبة بتمتيعه بكافة حقوقه، التي تكفُلها المواثيق الدولية. وقد شارك في هذه الزيارة كل من الائتلاف المغربي للثقافة والفنون واتحاد العمل النسائي وائتلاف وطننا وجمعية النجمة الخضراء ومنتدى المواطنة والنسيج المدني لمواكبة الإصلاحات الديمقراطية وجمعية نجوم المواطنة. وفي هذا الإطار أكد عبد العالي مستور، عن منتدى المواطنة، أن هذه الزيارة تأتي في سياق إنساني حقوقي، تضامنا مع مواطن يطالب بحقوقه المشروعة والبسيطة، مضيفا أن الهدف منها هو توجيه رسالة إلى المنتظم الدولي للتحسيس بخطورة الوضع الذي يعيشه مصطفى سلمى، الذي أكد أنه محروم من حقوقه في العودة وفي التنقل وفي التعبير عن رأيه، إضافة إلى أنه لا يملك جواز سفر، ويطالب فقط بالسماح له بالعودة إلى مخيمات تندوف، للقاء أبنائه الستة، وبممارسة حقه في الرأي والتعبير. كما أعربت نعيمة المشرقي، التي تمثل ائتلاف وطننا، عن تضامنها اللا مشروط مع مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي يدافع عن أطروحة الحكم الذاتي، واعتبرت أن من بين قضايا الائتلاف الأساسية قضية الصحراء المغربية وأن ما يعانيه مصطفى سلمى دليل على عدم رغبة «البوليساريو» في التوصل إلى حل لهذا النزاع. في السياق ذاته، أكدت عائشة الخماس، عن اتحاد العمل النسائي، أن الزيارة تأتي في إطار دعم موقف مصطفى سلمى كلاجئ يجب أن يتمتع بكافة حقوقه في الرأي والتعبير والتنقل والعودة إلى المكان الذي يحدده. واستغربت عائشة الخماس ما وصفته ب»الازدواجية التي تنهجها بعض الهيآت، التي لن تؤدي، حسب تعبيرها، إلا إلى تردي أوضاعه. وأكد عبد الله لماني، الذي يشارك في هذه الوقفة كسجين سابق قضى حوالي ربع قرن في مخيمات «البوليساريو»، أنه يستنكر تجاهل المنتظم الدولي قضية مصطفى سلمى ويطالبه بالتدخل العاجل لتحسين وضعيته. وقد قضى المشاركون يوما كاملا مع مصطفى سلمى أمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في نواكشوط وتم عقد لقاء مع ممثل المفوضية لمطالبته بإرجاع مصطفى سلمى إلى عائلته وأولاده. وتأتي هذه الزيارة التي قامت بها هذه المنظمات الحقوقية في سياق يبذل فيه المغرب جهودا لحل النزاع القائم بينه وبين «البوليساريو» بطرق سلمية عن طريق مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، وهو المقترح الذي أعلنت «البوليساريو» عن رفضها له، في الوقت الذي أكد مصطفى سلمى عن قبوله وعن رغبته في التعبير عن رأيه بكل حرية لدعمه داخل مخيمات تندوف. يشار إلى أن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود كان قد دخل في اعتصام مفتوح أمام مقر مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في نواكشوط، منذ بداية الشهر الجاري، للمطالبة بالاجتماع مع عائلته فوق أرضه في مخيمات تندوف، بعد أن قضى حوالي ستة أشهر فوق الأراضي الموريتانية، حيث أعلن عن تشبثه بموقفه الرافض إبعادَه عن أفراد عائلته، منذ أن وصل إلى موريتانيا، إذ رفض ترحيله إلى أي دولة من دول أوربا، بعد أن اقترحت عليه فنلندا استقباله كلاجئ سياسي، حيث تمسك بحقه في ممارسة نشاطه السياسي وبالسماح له في التعبير عن أفكاره وعن آرائه، الداعمة لمقترَح الحكم الذاتي في الصحراء.