وقعت، أول أمس الأربعاء، في مدينة السعيدية، اتفاقيات للشراكة، تدشن للانطلاق الفعلي لبرنامج "المخطط الأزرق 2020" السياحي، الذي يأتي امتدادا ل "رؤية 2010"، والذي يطمح إلى جعل المغرب ضمن أول 20 وجهة سياحية على الصعيد العالمي. ياسر الزناكي، وزير السياحة خلال استقباله لوفد صحافي روسي الأسبوع الماضي (ت:محمد حيحي) وقال ياسر الزناكي، وزير السياحة، الذي ترأس حفل التوقيع على الاتفاقيات، إن الخطة السياحية الجديدة تهدف، كمرحلة أولى، إلى إعادة تموقع وإنهاء الأشغال في المحطات، التي جرى إطلاقها، وبالتالي، استكمال العرض السياحي بمحطات جديدة، من خلال تعزيز وتسريع وتيرة تطوير العرض الفندقي، من أجل تحقيق الحجم الضروري بشكل أسرع. وأعلن أنه من المتوقع إحداث شركة المشروع في صيف 2011، وإطلاق أشغال تطوير الوحدات الفندقية سنة 2012. ويتمثل الهدف الأساسي لشركة المشروع الجديدة، التي سيجري إحداثها، في إعادة موقع المحطة بشكل أفضل، من خلال تطوير المرافق الخدماتية، ورفع الطاقة الإيوائية للفنادق والإقامات السياحية إلى 8 آلاف و780 سريرا، منها 4 آلاف و380 سريرا للفنادق. كما ستحرص على زيادة الأنشطة السياحية، من أجل الرفع من مستواها، بتكلفة استثمارية إجمالية تصل إلى 5 ملايير درهم. وكانت محطة السعيدية فتحت أبوابها في يونيو 2009، وانتهت المرحلة الأولى باستثمار بلغ 3.7 ملايير درهم، بما في ذلك وحدتان فندقتين بقدرة إيوائية تصل إلى ألفين و270 سريرا وقرية سياحية، تضم 354 سريرا، وإقامة سياحية ب 951 سريرا، ومارينا، شملت 800 حلقة، وملعب للغولف، يتسع ل 18 حفرة، ومدينة، تضم أكثر من 20 محلا تجاريا. وأعلن المتدخلون أن أشغال التهيئة والبناء بمحطة تاغازوت ستنطلق يوم 28 يونيو الجاري، وأحدثت هذه المحطة بعد التوقيع على بروتوكول اتفاقية بين حاملي الأسهم يوم 14 شتنبر2010، لضمان نجاح إنجاز هذا المشروع الكبير، باستثمار بلغ 6 ملايير درهم، وخلق حوالي 8 آلاف و500 منصب شغل مباشر وغير مباشر. ويشترك أربعة شركاء كبار في هذا المشروع الاستثنائي، يتصدرهم صندوق الإيداع والتدبير للتنمية، والشركة المغربية للهندسة السياحية، ومجموعة أليانس للتنمية العقارية، إضافة إلى مجموعة "سود بارتنيس" . وبخصوص محطة ليكسوس، ستستكمل المفاوضات بشأنها مع مطور المحطة، بهدف عقد شراكة مع صندوق الإيداع والتدبير للتنمية، والشركة المغربية للهندسة السياحية، لتطوير قطع أرضية غير مجهزة حتى الآن من المحطة، وتبلغ تكلفة الاستثمار الضروري لتطوير مكوناتها أكثر من 4 ملايير درهم. وتتمثل الخطوط الكبرى للاستراتيجية السياحية 2011 2020، في أنها ستحدث ست وجهات سياحية جديدة، وإضافة 200 ألف سرير، وخلق 470 ألف منصب شغل، وتوظيف 100 مليار من الاستثمارات، ورفع العائدات السياحية من 60 مليار درهم، حاليا، إلى 140 مليار درهم، سنة 2020، بجلب حوالي 20 مليون من السياح، وباختصار مضاعفة حجم القطاع السياحي، ما سيجعل المغرب ضمن الوجهات السياحية العشرين الأولى في العالم. وتعتمد هذه الاستراتيجية على ثماني مناطق ترابية، تمثل التناسق السياحي والجاذبية الضرورية لتموقع دولي في هذا الإطار، سيتمحور العرض السياحي حول هذه الوجهات لتثمين المؤهلات السياحية لكل المناطق. في الأول، تتموقع منطقتان لتثمين العرض الشاطئي المغربي على الساحلين الأطلسي والمتوسطي، وستعزز باستكمال إنجاز مشاريع "المخطط الأزرق"، وتطوير منتوجات جديدة في الجنوب، وهي سوس الصحراء الأطلسية، التي تشمل مواقع أكادير ونواحيها (تافراوت وإموزار إداوتنان)، والعيون وكلميم، إضافة إلى "المغرب المتوسطي"، كمنتوج يجمع كلا من مواقع السعيدية، ومرشيكا، وكلا إريس، وستثمن هذه المنطقة البعد المتوسطي للمغرب، الذي يجمع بين الترفيه والتنمية المستدامة. من جهتها، تركز المناطق الأربع الأخرى على العرض الثقافي الثري، الذي يثمن كل الموارد المادية والمعنوية للمغرب، بشكل خاص، عبر تعزيز الوجهات المألوفة، وتطوير محطتين للتنمية، هما "مراكش الأطلسي"، المرتكزة على وجهات مراكش، وتوبقال، والصويرة، التي تقوي عرضها، لتظل بوابة المغرب الأنيق والأصيل، في الوقت نفسه، فيما يشكل "مغرب الوسط" وجهة السفر إلى مصادر الثقافة، والتاريخ، والراحة، بفضل تناسق قوي بين مواقع فاس، ومكناس، وإفران. ويتعلق الأمر، أيضا، ب "رأس الشمال"، و"الأطلسي الأوسط"، وأخيرا، منطقتين تعتبران واجهة للمغرب في مجال التنمية المستدامة، من خلال تثمين مواقع طبيعية واستثنائية، هما "جنوب الأطلسي الكبير"، الذي يتمحور حول الموقع الاستثنائي للداخلة، و"الأطلس والوديان"، المتمركز حول ورزازات، والوديان، والواحات، والأطلس الكبير، الذي سيسمح للوجهة بأن تتموقع كوجهة مشعة للسياحة البيئية، والتنمية المستدامة.