أكد العقيد الليبي، معمر القذافي، مساء أول أمس الأربعاء، "إننا مسنودون على الحائط ولسنا خائفين، والمعركة ضد الغرب الصليبي ستستمر إلى يوم القيامة"، ذلك في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي. ليبيون يحملون نعوش أحفاد الخويلدي الحميدي، الذين قضوا في غارة لحلف الأطلسي (أ ف ب) وقال القذافي في إشادة برفيقه القديم، الخويلدي الحميدي، الذي قتل عدد من أفراد عائلته في غارات للحلف الأطلسي على مقر إقامته "لسنا خائفين ولا نبحث عن الحياة أو النجاة نحن سنصمد والمعركة ستستمر إلى يوم القيامة إلى أن تنتهوا أنتم ونحن لن ننتهي". وأضاف "ليس بيننا أي تفاهم بعدما قتلتم أبناءنا وأحفادنا (...) إننا مسنودون على الحائط. وأنتم (الغرب) تستطيعون أن ترجعوا إلى الوراء". وأكد "نحن نبغي الموت أفضل لنا من أنكم موجودون وطائراتكم فوق رؤوسنا. نحن نريد أن نستشهد كلنا" منددا بحملة صليبية على بلد مسلم تستهدف المدنيين والأطفال. وقال أيضا "نحن باقون وصامدون ولن نستسلم. اضربوا بصواريخكم سنتين، ثلاث أو عشر أو مائة سنة". وختم بالقول "الشرف لعائلة الحميدي والمجد لنا". من جهته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، اندرس فوغ راسموسن، أن الحلف "سيواصل" عملياته في ليبيا تفاديا لسقوط "مزيد من المدنيين"، ذلك رغم أن روما طلبت تعليقها "فورا". وأكد راسموسن في شريط فيديو وضع على موقع الحلف الأطلسي في شبكة الانترنت، أن "الحلف سيواصل مهمته لأنه إذا ما توقفنا، يمكن أن يسقط عدد كبير من الضحايا المدنيين". وأضاف "في الأيام الأخيرة، قيل إن تحركات الأطلسي أدت إلى خسائر في صفوف المدنيين ... أعرب عن أسفي الشديد لأي خسارة بشرية في هذا النزاع". وأكد راسموسن أن "نظام القذافي هو الذي يطلق صواريخ من مساجد وملاجئ موجودة على مقربة من حدائق للأطفال وليس الأطلسي". وأقر الحلف الأطلسي بقتل مدنيين عن طريق الخطأ في ضربة ليل الأحد في طرابلس قتل خلالها تسعة أشخاص بينهم خمسة من عائلة واحدة. وفي 16 يونيو ضرب الحلف أيضا عن طريق الخطأ رتلا من الآليات العائدة للثوار في منطقة البريقة. ودعا وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إلى "تعليق فوري للأعمال الحربية" في ليبيا بهدف إقامة ممرات إنسانية لمساعدة السكان المدنيين، ذلك في كلمة ألقاها أمام لجنتين في مجلس النواب. وفي هذا الموضوع، اعتبر قائد عملية الحماية الموحدة الجنرال الكندي شارل بوشار أن وقفا لإطلاق نار مماثلا قد يسمح لنظام القذافي بإعادة تسليح نفسه. وأعلن الجنرال بوشار "إذا كان نظام القذافي يريد فعلا أن يتلقى شعبه المساعدة الإنسانية، فان كل ما يتعين عليه القيام به هو ترك القوافل تمر. وبانتظار ذلك، سنقدم بعض المساعدة ضمن الحد الممكن". من جهة أخرى، وفي مقابلة صدرت أمس الخميس، في صحيفة لوفيغارو، دعا راسموسن النواب الأمريكيين في الكونغرس إلى عدم الوقوف ضد استمرار مشاركة الولاياتالمتحدة في التدخل العسكري في ليبيا. وقال "سيكون مضرا بالتأكيد للعملية الليبية. لكني واثق، النواب الأمريكيون سيتحملون مسؤوليتهم الكونية بشكل جدي". من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تعارض "أي توقف في عمليات التحالف " في ليبيا كما تطالب إيطاليا، معتبرة أن ذلك يمكن أن يسمح للزعيم الليبي معمر القذافي "كسب الوقت وإعادة تنظيم صفوفه".