تنطلق مساء اليوم 24 يونيو الجاري، بفضاء قصبة الأوداية الأثري بالرباط، فعاليات الدورة الأولى من مهرجان "صيف الأوداية" الفنان الأمازيغي محمد رويشة (خاص) ويجري تنظيم التظاهرة إلى غاية 30 يونيو الجاري، من طرف المجلس الوطني للموسيقى، بحفل موسيقي بحدائق الأوداية لعازف العود الماهر، أو "شاعر العود"، إدريس المالومي، الذي توج، أخيرا، بجائزة زرياب للمهارات لسنة 2011، من طرف المجلس الوطني للموسيقى بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط. ويجمع برنامج هذا المهرجان، المنظم بشراكة مع ولاية الرباط - سلا – زمور- زعير، ومجلس مدينة الرباط، ودعم من وزارة الثقافة، بين الحفلات الموسيقية، والمعارض التشكيلية، والنحت، والعروض السينمائية، وتوقيع بعض الكتب الفنية، التي يتوخى من ورائها المنظمين إعادة الاعتبار لهذا الموقع التاريخي، وتثمينه، وإعطائه مسحة ثقافية وفنية، خاصة بعد التهيئة التي عرفتها ضفتي أبي رقراق، واستقطابها للعديد من السياح وجموع المواطنين المغاربة. وفي تصريح ل "المغربية" ذكر سعيد بهادي، المدير الفني لمهرجان "صيف الأوداية"، أن برنامج هذه التظاهرة غني ومنسجم، ومنفتح على الفنانين الرواد، وعلى الأجيال الصاعدة من الفنانين والموسيقيين الشباب، منهم من هم أبناء قصبة الأوداية، أو عاشوا فيها، أو يجتذبهم سحرها، مشيرا إلى أن فضاء الأوداية يستحق كل الاهتمام، ولهذا يجب الاهتمام، برأيه، بورش الثقافة والفنون، حتى تعطى قيمة مضافة لهذا الموقع، المسجل تراثا عالميا، ويجد فيه الفنانون مجالا للاشتغال. وحول الميزانية المرصودة لهذه التظاهرة الأولى من نوعها بالرباط، ذكر بهادي أنها مناسبة نسبيا لأول دورة، وأن المنظمين يأملون في أن تكون أحسن في الدورات السابقة، حتى لا يضطر المجلس الوطني للموسيقى، على الاعتماد على صداقاته وعلاقاته الطيبة بالفنانين، الذين رحبوا بالمشاركة في الدورة الأولى لدعم المجلس، والقيمين عليه، وعلى رأسهم الفنان حسن مكري، الذي يلتفت باستمرار للطاقات والكفاءات الفنية المغمورة بالبلد. من جهته أوضح حسن ميكري، الرئيس المؤسس للمهرجان، خلال الندوة الصحفية التي نظمت بالرباط للتعريف بهذه التظاهرة، أن هذا المهرجان الحلم، الذي راوده منذ ظهور المجلس الوطني للموسيقى، الذي لم يكن ممكنا ظهوره من قبل بسبب الإمكانيات المادية القليلة، وبسبب أشغال تهيئة ضفتي أبي رقراق، التي أصبحت رائعة اليوم، وتستقطب العديد من الزوار، وأضحى من الممكن تحقيق هذه التظاهرة بها، لإعطاء مسحة ثقافية وفنية على هذا الموقع التراثي المتميز. وأشار إلى أنه جرى اختيار مجموعة من الفضاءات التاريخية الرائعة بقصبة الأوداية لاحتضان فقرات المهرجان، منها رواق باب الكبير، ومتحف الأوداية، والحدائق الأندلسية، مضيفا أن المهرجان يستقبل في دورته الأولى عددا من الفنانين المغاربة والأجانب المرموقين، كالنحات التونسي صحبي الشتوي، ضيف شرف المهرجان، والفنان الأمازيغي محمد رويشة، الذي سيتوج ب "الخلالة الذهبية"، وسيحيي حفل اختتام المهرجان يوم 30 يونيو الجاري، إلى جانب الفنان الصاعد نصر مكري ومجموعته "إفريقيا فيزيون". وإلى جانب هؤلاء الفنانين، يساهم في إحياء سهرات المهرجان كل من عازفي العود سعيد الشرايبي، وإدريس المالومي، والسوبرانو سميرة القادري، والفنان مجيد بقاس مبدع "إفريقيا كناوة بولز"، وعازف البيانو توفيق ولد عمار، والإخوان عكاف المجددين في الموسيقى الأمازيغية، ومجموعة "مستر نو باند" من الكونغو. كما يشارك في المهرجان مجموعة من التشكيليين والخطاطين والمصورين الفوتوغرافيين، الذين سيعرضون إبداعات تتمحور حول قصبة الأوداية تعرض بكل من رواق "باب الكبير"، ورواق "نويكة". ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، المفتوحة في وجه العموم، عرض مجموعة من الأعمال السينمائية بتعاون مع المعهد العالي للسينما والسمعي البصري، بهدف تشجيع الإبداع السينمائي المغربي.