بكثير من الفرح، وغير يسير من القلق، تسلم العازف المغربي، إدريس المالومي، جائزة زرياب للمهارات، مساء يوم الخميس 9 يونيو الجاري، بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، من يدي مدير هذه المؤسسة العازف إدريس المالومي يحمل جائزة زرياب للمهارات (كرتوش) وبكثير من الامتنان والتقدير للمجلس الوطني للموسيقى، منظم ومانح الجائزة، عبر ساحر العود المغربي عن اعتزازه بهذه الجائزة، التي لها طعم خاص كما قال، لأنه " تعد التفاتة من بلدي الأم، واعترافا بالموسيقى التي تخاطب الروح والوجدان". وأضاف إدريس المالومي، الذي شد الجهور بمعزوفاته الرائعة، وتقاسيمه المتميزة على العود، أنه يهدي هذه الجائزة لأرواح "الأبرياء العرب، الذين راحوا في سبيل توقهم ومناداتهم بالحرية"، واعتبرها "الامتداد الجميل لكل ما هو راق، وللإبداع المنفلت، وتأكيد على أن الاحترافية في المجال الموسيقي، خاصة التعامل مع آلة العود، تعكس فترات الهم الجميل، وفترات القلق والوجع، وفترات الفرح أيضا". التفت الغرب قبل المشرق والمغرب لهذا الفنان الأصيل، الذي لم يحمل لقب "ساحر العود" مجاملة، بل عن جدارة واستحقاق، لأنه سبق وتوج بالعديد من الجوائز الغربية، والعربية، وعزف مع أشهر الموسيقيين العالميين، أمثال جوردي سافال، وجيرار كوردجان، ومارسيل خليفة، ونصير شمة، وآخرين، وشهد له الجميع بمهارته في العزف، وفي استنطاق تلك الآلة، التي أخلص لها، وزاوجها مع آلات موسيقية أخرى، في إطار أعمال "فوزيون"، مع الموسيقى الهندية، والإفريقية، والأوروبية، دون أن ينسى جذوره المغربية، خاصة الأمازيغية، والصحراوية، التي تظهر في معزوفاته ببراعة كبيرة. وخلال حفل تسليم جوائز المجلس الوطني للموسيقى، بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيسه، تميز وتألق العازف إدريس المالومي، الذي قدم مجموعة من معزوفاته الرائعة، التي أهداها إلى زوجته ربيعة وابنتهما رانيا، وهي معزوفات تمتح من تيمات السفر، والحلم، والطفولة، وتتخذ من أشعار محمود درويش، التي يعشقها الفنان، هاديا لها، خاصة معزوفته "الطفولة"، التي تحضر روح درويش بشكل كبير. وكان أوج معزوفاته هو تلك التي قدمها بيد واحدة. وخلال هذا الحفل، الذي حضره مجموعة من الفنانين والموسيقيين المغاربة، سلم المجلس الوطني للموسيقى، التابع للمجلس الدولي للموسيقى باليونسكو، للفنانة والسوبرانو المغربية سميرة القادري، الميدالية الذهبية للاستحقاق، تقديرا لمجهوداتها وأبحاثها في الموسيقى الأندلسية العريقة، التي حصلت سابقا على جائزة الفارابي، التي يمنحها المجلس سنة 2008، وتوجت، أخيرا، بالجائزة الكبرى لجوائز ناجي نعمان الدولية لسنة 2011، كما تسلم الفنان الصاعد نصر مكري وفرقته "أفريكا فيزيون" جائزة مكري الأولى للموسيقى العالمية العربية، التي استحدثها المجلس الوطني للموسيقى، لتشجيع الأعمال الفنية الشابة. وإلى جانب التتويجات في المجال الموسيقى، أفرد المجلس ميدالية ذهبية للفنانة التشكيلية الشابة غيثة الخمليشي، التي رسمت لوحة فوق خشبة المسرح، مصاحبة بأنغام موسيقية، لتثبت للجمهور أنها هي التي ترسم لوحاتها، وليس شخص آخر، كما يدعي البعض.