يحتضن المسرح الوطني محمد الخامس، مساء يوم الخميس تاسع يونيو الجاري، حفلا فنيا، ينظمه المجلس الوطني للموسيقى، ومؤسسة المسرح، بدعم من وزارة الثقافة حسن مكري رئيس المجلس الوطني للموسيقى (خاص) وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس المجلس الوطني للموسيقى، عضو المجلس الدولي للموسيقى باليونسكو، تحت شعار "جوائز وتكريمات". يتميز هذا الحفل الفني، الذي يتوج مسار عشر سنوات من تاريخ المجلس الوطني للموسيقى، بتتويج عازف العود المغربي، إدريس المالومي بجائزة زرياب للمهارات، التي يمنحها سنويا المجلس بالتناوب لأمهر العازفين العرب والأجانب، ومنح الميدالية الذهبية للاستحقاق للفنانة المغربية ومغنية الأوبرا، سميرة القادري، التي توجت بجائزة الفارابي، التي يمنحها المجلس سنة 2008، وتوجت، أخيرا، بالجائزة الكبرى لجوائز ناجي نعمان الدولية لسنة 2011، وتتويج الفنان الشاب نصر مكري وفرقته "أفريكا فيزيون" بجائزة مكري الأولى للموسيقى العالمية العربية. وفي تصريح ل"المغربية" ذكر الفنان حسن مكري، الرئيس المؤسس للمجلس الوطني للموسيقى، أنه منذ تأسيس هذا الأخير سنة 2001، وهو يسعى للتعريف بالموسيقى المغربية، وبالعازفين المغاربة، والبحث لهم عن موقع في المجال الموسيقي العالمي، من خلال تحفيز الفنان عبر خلق جوائز تعرف بهم عالميا، لأن الجوائز التي يمنحها المجلس الوطني للموسيقى، جوائز مغربية وعالية، بحكم أن المجلس عضو في المجلس الدولي للموسيقى باليونسكو. وأوضح مكري أن الأنشطة التي نظمها المجلس الوطني للموسيقى ارتبطت في البداية ببعض التظاهرات الفنية، والمهرجانات، من مثل مهرجان موازين، ومهرجان الفنون الشعبية بمراكش، ومهرجان أصوات نسائية بتطوان، لكن تغير الإدارات حالت دون استمرار ذلك التعاقد الفني، في حين ظل المسرح الوطني بالرباط، الشريك الأساسي للمجلس في تنظيم حفلات جوائز الرباب الذهبي، والفارابي، وزرياب المهارات، والخلالة الذهبية، وغيرها من الأنشطة، التي يتوخى المجلس من ورائها النهوض بالقطاع الموسيقي بالمغرب. وأشار مكري إلى أن المجلس الوطني للموسيقى، "تمكن خلال عشر سنوات من خلق مجموعة من الجوائز، ومن تكريم حوالي 40 فنانا مغربيا وغير مغربي، ومن لعب دور مهم في المجال الفني بالمغرب والعالم، لكنه لم يتمكن من خلق أنشطة موازية من مثل مهرجانات معينة، ولا حتى الإسهام في النشر الموسيقي، لقلة الإمكانيات، ولأن أصحاب القرار لا يضعون ثقتهم في الفنان، ولا يرغبون في تقديم أي شيء للفن المغربي". وأكد مكري أن نهاية الشهر الجاري، وتحديدا ما بين 24 و30 يونيو، ستشهد انطلاقة الدورة الأولى من "مهرجان صيف الأوداية"، المهرجان الحلم، الذي راوده منذ ظهور المجلس الوطني للموسيقى، الذي لم يكن ممكنا ظهوره من قبل بسبب الإمكانيات المادية القليلة، وبسبب أشغال تهيئة ضفتي أبي رقراق، والذي سيعرف مشاركة مجموعة من الموسيقيين المغاربة، والتشكيليين من تيارات مختلفة، الذين سيساهمون بلوحات حول الأوداية، إضافة إلى تتويج الفنان الأمازيغي محمد رويشة بالخلة الذهبية. وعن اختيار العازف المغربي، إدريس المالومي، الملقب ب "ساحر العود"، للتتويج بجائزة زرياب المهارات، ذكر ميكري أنه كان مرشحا لهذه الجائزة منذ ثلاث سنوات، وأن تتويجه بها اعتراف بمهارته العالية في العزف على العود، وأنه، "على غرار "رافي شنكر"، عازف آلة السيتار الهندية بلا منازع وفي كل العصور، يظل أشهر عازف على آلة العود في العالم العربي الإسلامي خلال هذا القرن، ويُعتبر جوهرة نادرة من جواهر مدينة أكادير، يثير خلال كل عرض إعجاب ودهشة الجمهور المتعطش للموسيقى الروحية، التي تخاطب مكنونات النفس والضمير الإنساني". ويتميز العازف إدريس المالومي بإتقانه الكبير للارتجال، وأسلوبه المتفرد في العزف الراقي، إضافة إلى الكاريزما الجذابة، كما أنه يضاهي الفنانين المشاهير، مثل مايلز ديفيس، أو لويس أرمسترونغ، أو على وجه الخصوص، جيمي هندريكس، الذي أحدث ثورة في عالم الموسيقى الغربية بفضل تقنيته الاستثنائية، الشيء الذي أعطى بعدا جديدا للآلة الموسيقية. شارك في العديد من المهرجانات بالمغرب، وإسبانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والبرتغال، واليونان، والأردن، وسويسرا، والنمسا، وهولندا، وكولومبيا، والأرجنتين، أو البرازيل، وطور أبحاثه في الدور، الذي تلعبه المقاربة الفلسفية للموسيقى في الخطاب الفني بروح عالمية ونظرة مشتركة بين "الشرق و الغرب". أما جائزة مكري للموسيقى العالمية العربية، التي استحدثها المجلس الوطني للموسيقى هذا العام، والتي ستنمح لنصر مكري وفرقته "Africa Vision"، فقد جاءت لتخليد اسم مجموعة "الإخوان مكري" الأسطورية، التي أصبح رصيدها الفني ينتمي إلى التراث العالمي، وحث الشاب نصر الله مكري على حمل شعلة مجموعة "الإخوان مكري" الفنية، والاضطلاع بمهمة المحافظة على ضيائها. وإلى جانب الجوائز والموسيقى، سيعرف حفل يوم الخميس بالمسرح، معرضا تشكيليا موسيقيا، يظهر مهارات الطفلة غيثة الخمليشي، الظاهرة الفنية بالمغرب، التي برعت في رسم مجموعة من اللوحات الدقيقة، التي أبهرت العديدين، وجعلتها محط تساؤل لديهم. تعبر غيثة الخمليشي عما يخالجها من خلال الموسيقى، وتقدم جداريات موسيقية تصدح بموسيقى الجاز، أو الموسيقى الهندية، فأعمالها الفنية مستوحاة من موسيقيين يمثلون أسطورة الفن، مثل راي تشارلز، ومايلز ديفيس، وكيث جاريت، أو رافي شنكر، اختارتها منظمة "سيتي للفنون" بنيويورك، لتكون من ضمن الفنانين المشاركين في المشروع الدولي، الذي يضم أعمالا فنية رائعة من بلدان مختلفة عبر العالم، حول موضوع السلام.