استقبل رئيس الحكومة الإسبانية، خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، أول أمس الثلاثاء، في قصر لامونكلوا في مدريد، الأمين العام الجديد للاتحاد من أجل المتوسط، يوسف العمراني. وتناولت المباحثات، التي جرت بحضور الكاتب العام لرئاسة الحكومة الإسبانية، بيرناردينو ليون، وكاتب الدولة بوزارة الشؤون الخارجية الإسبانية، خوان أنطونيو يانييث بارنويبو، السبل الكفيلة بتعزيز الاتحاد من أجل المتوسط، من خلال المكتسبات التي حققها مسلسل برشلونة لتلبية الحاجيات الاجتماعية والاقتصادية لبلدان منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وجاء في بلاغ لرئاسة الحكومة الإسبانية أن ثاباتيرو أعرب، خلال هذا الاجتماع، عن تهانئه ليوسف العمراني على تعيينه في منصب الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، مجددا "الدعم الكامل" لإسبانيا لهذه المؤسسة الأورومتوسطية لتكون "تعبيرا للنموذج، الذي يتعين على الفضاء المتوسطي بناؤه". وأشار البلاغ إلى أن الجانبين تبادلا وجهات النظر حول الآفاق المستقبلية للاتحاد من أجل المتوسط، ومهام هذه المؤسسة في الاتحاد الأوروبي، وهو الموضوع الذي سيجري بحثه خلال اجتماع المجلس الأوروبي، المقرر عقده يومي 23 و24 يونيو الجاري. كما أكد رئيس الحكومة الإسبانية، في هذا الصدد، أن إسبانيا والاتحاد الأوروبي يدعوان إلى تعزيز الإصلاحات الديمقراطية في جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط، من أجل تحقيق "الهدف المشترك للشراكة من أجل الديمقراطية". من جهته، أكد الأمين العام الجديد للاتحاد من أجل المتوسط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب هذا الاجتماع، أنه عبر لرئيس الحكومة الإسبانية عن تشكراته لدعم إسبانيا للترشيح المغربي لمنصب الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط. وأشاد يوسف العمراني بالانخراط القوي لإسبانيا في المسلسل الأورومتوسطي، الذي يتوخى تعزيز التعاون والاستقرار والسلام في المنطقة الأورومتوسطية. وشدد العمراني، في هذا السياق، على ضرورة العمل لتعزيز التآزر والتكامل بين المجتمع المدني الأورومتوسطي في تنوعه، وتحديد آفاق جديدة لتعاون مفيد بالنسبة إلى كل البلدان في المنطقة. وأبرز الأمين العام الجديد للاتحاد من أجل المتوسط أن السياق الإقليمي الناشئ في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط يتطلب هندسة أورومتوسطية متجددة وطموحة، موضحا أن التحدي الرئيسي يتمثل في العمل معا لبناء فضاء جيوسياسي قابل للحياة، ويتسم بالتنافسية والتضامن، من أجل تحقيق المشاريع والمصالح المتقاربة. كما دعا يوسف العمراني إلى المزيد من التقارب والمبادلات والأعمال الملموسة لإنجاح الاتحاد من أجل المتوسط، وإعطاء دينامية إضافية لهندسة التعاون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، في الوقت الذي يفكر الاتحاد الأوروبي في مستقبل سياسة الجوار الأوروبي. وكانت جرت المصادقة على يوسف العمراني، الذي كان يشغل منصب الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، يوم 25 ماي الماضي، خلال اجتماع لسامي مسؤولي الاتحاد، عقد بمقر الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط ببرشلونة (إسبانيا). يذكر أن الاتحاد من أجل المتوسط، الذي أسس في 13 يوليوز 2008، بمبادرة من الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، يضم أزيد من أربعين بلدا، ويعد منظمة لتنفيذ مشاريع للتعاون الأورومتوسطي، في مختلف المجالات.