هدد المناضل مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي يخوض اعتصاما مفتوحا، منذ يوم الأربعاء المنصرم، أمام مقر مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بنواكشوط، بالتصعيد، في حال لم يفض هذا الاعتصام إلى تسوية وضعيته وتمكينه من الاجتماع مع عائلته وممارسة حياته بشكل طبيعي. وقال، في تصريح صحافي، إنه سيكون "مضطرا إلى الدخول في خطوات احتجاجية تصعيدية غير مسبوقة إلى أن يتحرك المنتظم الدولي وذوو النيات الحسنة والمدافعون عن حقوق الإنسان، من أجل وضع حد لمأساتي التي طالت أكثر من اللازم". من جهة أخرى، انضمت رابطة الصحراويين المغاربة بأوروبا إلى حملة التنديد بالوضع المأساوي لمصطفى سلمى ولد سيدي مولود في موريتانيا، وقال مولاي المهدي الزيني الإدريسي، رئيس الرابطة، ل "المغربية"، إن الرابطة بصدد اتخاذ مبادرات لدعم مصطفى سلمى في محنته، وإبراز خطورة ما يتعرض له هذا الصحراوي المناضل في ظل الاعتصام المفتوح، الذي أعلن عنه، الخميس الماضي، انطلاقا من العاصمة الموريتانية نواكشوط، مضيفا أنه " لا بد من التحرك لاستنفار الرأي العام الأوروبي". وأضاف الإدريسي، عقب اتصالات، أجرتها الرابطة مع بعض الجمعيات الصحراوية والفاعلين الصحراويين، في المغرب وفرنسا، وعدد من البلدان الأوروبية، أن على الرأي العام الدولي بشكل عام، والغربي بشكل خاص، أن يوحد نظرته لقضية الصحراء ومشاكل الصحراويين، وقال "بالقدر الذي رأينا الرأي العام الغربي، خاصة في إسبانيا، يهتم بقضية أميناتو حيدر، ويسخر لها الكم الهائل من الدعاية والرعاية، نرى أن هناك تعتيما خطيرا على قضية مصطفى سلمى"، مضيفا أن "دخوله في اعتصام مفتوح يفتح لنا وللعالم الباب لنرى ما يجري في المخيمات، وما يتعرض له كل صحراوي سولت له نفسه مخالفة رأي قادة بوليساريو". من جهتها، قررت رابطة الصحراويين المغاربة في فرنسا وأوروبا وضع برنامج للتنسيق مع جمعيات حقوقية وسياسية في المغرب وفرنسا، لتنظيم وقفات ومسيرات لإثارة انتباه الرأي العام الأوروبي إلى وضعية مصطفى سلمى في موريتانيا، وتملص المفوضية السامية لغوث اللاجئين من مسؤوليتها حيال وضعيته. يشار إلى أن مصطفى سلمى، المفتش العام سابقا لما يسمى بشرطة البوليساريو، أبعد من مخيمات تندوف، قبل ستة أشهر، عقب نفيه قسرا إلى موريتانيا، بعد تدخل المفوضية السامية لغوث اللاجئين. وكان مصطفى سلمى اختطف في 21 شتنبر 2010، من منطقة امهريز، عندما كان في طريق عودته إلى المخيمات. وكانت البوليساريو وقفت له بالمرصاد بسبب تصريح، أدلى به من مدينة السمارة، في 9 غشت 2010، في إطار ندوة صحفية، معلنا تأييده لمقترح الحكم الذاتي، إذ قال انطلاقا من تجربته ومسؤوليته، وبناء على ما تعانيه العائلات والقبائل الصحراوية من تشتت، إنه يرى في المبادرة المغربية، المتمثلة في الحكم الذاتي، فرصة لا تعوض لإنقاذ مصير الصحراويين، واصفا مخيمات تندوف بأنها أسوء مخيمات في العالم. واعتبرته بوليساريو هذا الموقف يصب في مصلحة المغرب، ويدحض أطروحة الانفصال، علما أن المقترح المغربي لقي تأييدا من قبل كافة بلدان العالم، خاصة الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن، وهيئة الأممالمتحدة، ووصل هذا التأييد إلى إصدار مجلس الأمن قرارات تدعو إلى إيجاد حل لقضية الصحراء على أساس المفاوضات، واعتبر مجلس الأمن مقترح المغرب أرضية جادة للنقاش، خاصة في قراريه 1754 و1783، فيما لم تقدم البوليساريو أي جديد، وظلت متمسكة بخيار الاستفتاء، الذي تعتبره الأممالمتحدة، بناء على تقارير كافة مبعوثها المكلفين بقضية الصحراء، خيارا متجاوزا.