قال المناضل مصطفى سلمى ولد سيدي مولود إن الاعتصام المفتوح, الذي بدأه منذ الأربعاء الماضي أمام مقر مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بنواكشوط "كان قرارا اضطراريا من أجل إثارة انتباه المجتمع الدولي وهيئاته المعنية بقضايا حقوق الإنسان لوضعيتي المأساوية وللمطالبة بالتعجيل بتسويتها". وأكد ولد سيدي مولود, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أنه إذا لم يفض هذا الاعتصام إلى تسوية وضعيته وتمكينه من الاجتماع مع عائلته وممارسة حياته بشكل طبيعي " فسأكون مضطرا إلى الدخول في خطوات احتجاجية تصعيدية غير مسبوقة إلى أن يتحرك المنتظم الدولي وذوو النيات الحسنة والمدافعون عن حقوق الإنسان من أجل وضع حد لمأساتي التي طالت أكثر من اللازم". فلا يمكن لأي إنسان, يقول ولد سيدي مولود, أن يختار العيش في الشارع بعيدا عن أهله وعائلته وفي ظروف أقل ما يقال عنها أنها " وضيعة ", إلا إذا كان يعاني من ظلم كبير " كالذي أقاسيه منذ أزيد من ستة أشهر". وذكر بأنه "تم طردي بشكل تعسفي من طرف (البوليساريو) ومنعي من الوصول إلى عائلتي لا لشيء إلا لأنني عبرت عن رأيي وأعلنت عن مساندتي لمقترح الحكم الذاتي وهو ما يخالف هوى من أوعزوا إلى المتحكمين في رقاب سكان المخيمات بطردي وترحيلي". وأوضح أنه وبعد أن اعتقل لمدة شهرين ذاق خلالها أبشع أنواع التعذيب أجبر على الترحيل, حيث تم منعه من الوصول إلى أهله" من قبل قوة تحاول الآن إجباره على العيش في مكان هي من تختاره. وتابع ولد سيدي مولود " لكل هذه الأسباب قررت الاحتماء بالمنتظم الدولي حيث أوجد الآن في أرض خلاء بمحاذاة حائط مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين, الهيئة الدولية التابعة لمنظمة الأممالمتحدة, من أجل إنصافي وتمكيني من العودة إلى أهلي والعيش وسط أبنائي وعائلتي بكل حرية ووفقا لما تكفله لي القوانين الدولية". وأكد أن قضيته " ليست بالقضية المعقدة التي قد تستعصي على الحل بل هي ببساطة قضية إنسان طرد عنوة من أرضه من طرف (بوليساريو), ويريد العودة للعيش بين ذويه مع احترام حقه في التنقل والتعبير عن آرائه ومواقفه بكل حرية". وقال إن هذه المطالب التي يناضل من أجلها الآن " ليست مستحيلة, بل لا تمثل في الواقع إلا الحقوق الأساسية التي تكفلها كل القوانين الدولية للإنسان". وناشد مصطفى سلمى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بجنيف العمل على تسريع تسوية وضعيته حتى يتمكن من العودة إلى أهله ورؤية أبنائه " الذين لا يزالون أطفالا لا تسعفهم عقولهم الصغيرة على فهم أو تقبل هذه الوضعية, بعيدا عن والدهم". وخلص إلى التأكيد على أنه " دخل في هذا الاعتصام المفتوح من أجل إبلاغ العالم والمهتمين بقضايا حقوق الإنسان والمنتظم الدولي المعني والمدافع عن هذه الحقوق, بهذه الرسالة علهم يساعدونه على تنفيذ رغبته الملحة وغير القابلة للمساومة في العودة إلى بيته وعائلته".