قال ناصر الحفيري، مدير مجموعة مدارس الإقامة، بالدارالبيضاء، إن جمعية ضحايا 16 ماي تطمح إلى الوطنية من أجل الاستمرار في العطاء، وأنها في حاجة إلى دعم. وأضاف الحفيري، خلال ندوة صحفية، عقدت مساء أول الخميس بمجموعة الإقامة، تحت شعار "التربية على المواطنة مدخل إلى القيم الكونية"، أن إطلاق برنامج جديد للجمعية يهدف إلى الانفتاح على جهات أخرى للوصول إلى إشعاع وطني. من جهتها استعرضت سعاد الخمال، الرئيسة السابقة لجمعية ضحايا 16 ماي، حصيلة عمل الجمعية، منذ تأسيسها سنة 2003، بداية من تكفل مجموعة مدارس الإقامة بتدريس أبناء الضحايا، وتنظيم أنشطة تربوية في المؤسسات التعليمية، لنبذ العنف والتطرف، بعد موافقة وزارة التربية الوطنية، والرعاية الصحية. وقالت الخمال، وهي أرملة وأم لضحيتين من ضحايا الهجوم الإرهابي بالدارالبيضاء في 16 ماي 2003، الذي ذهب ضحيته 45 شحصا، إن أول مشكل واجه أسر الضحايا هو الصدمة النفسية، ما دفع الجمعية إلى الاتصال بمصالح طبية. وأضافت الخمال خلال استعراض الحصيلة أن الجمعية نظمت ندوات فكرية، حول "التربية على المواطنة"، و"كيف نواجه ثقافة التطرف"، إضافة إلى تنظيم أمسيات دينية لإحياء ذكرى أرواح الشهداء. أما رشيدة بن عدي، رئيسة جمعية ضحايا 16 ماي، فقالت إن الجمعية سطرت برنامجا سنويا جديدا، هدفه النهوض والارتقاء بعمل الجمعية، والبحث عن شركاء جدد في مجالات عدة، لدعمها وضمان استمرار أنشطتها، بينما استعرضت آسية محمدي، عضوة جمعية ضحايا 16 ماي، البرنامج السنوي الجديد، إذ أكدت أن "حادث أركانة الإرهابي أعطى لأعضاء الجمعية نظرة للتفكير من جديد في العمل الجمعوي، وإعلان برنامج جديد للجمعية، التي كانت دائما تحث على التربية على المواطنة والسلام والتعايش والتسامح، ونبذ الإرهاب من جذوره". وقالت محمدي إن الجمعية قررت الانخراط على المستوى القريب والمتوسط والطويل في العمل، وتسطير برنامج سنوي، مثل تنظيم ندوة فكرية يوم 10 يونيو الجاري، حول موضوع "المواطنة والقيم الكونية"، والمساهمة في احتفالات بالمؤسسات التعليمية، وتنظيم حملة اجتماعية داعمة لمختلف الفئات المحتاجة بالبيضاء. أما في المجال الديني والصحي فقالت محمدي إن الجمعية ستسهر على تنظيم مسابقات دينية في حفظ وتجويد القرآن في رمضان، وتنظيم حملات طبية لفائدة تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية بالدارالبيضاء مع بداية الموسم الدراسي المقبل. وعن سؤال "المغربية" عن انخراط أبناء الضحايا الكبار، الذين حصلوا على شهادات عليا من مجموعة مدارس الإقامة في الجمعية، من أجل ضخ دماء جديدة، أجابت الخمال أن أغلب الشباب مازالوا يعيشون حالة نفسية رهيبة، ولم ينسوا الهجوم الإجرامي في 16 ماي، مشيرة إلى أن ابنتها (22 سنة) بدأت تسأل في موضوع الحادث، ولربما، أن أبناء الضحايا قد ينخرطون في الجمعية من أجل التغيير والاستمرارية. يذكر أن البرنامج الجديد للجمعية نظم بشراكة مع عدد من المؤسسات والهيآت والفعاليات، التي تدعم هذا المشروع المجتمعي والتربوي، وعلى رأسها مجموعة الإقامة، وجمعية محسني درب السلطان، والفضاء الحداثي للتنمية والتعايش.