نظمت مؤسسة «الإقامة» التربوية، بالإشتراك مع جمعية «ضحايا 16 ماي 2003 بالدارالبيضاء»، بعد زوال يوم الإثنين الماضي، إحياء لذكرى الأحداث الإرهابية التي هزت المدينة العمالية ذلك الجمعة الأسود، وقفة إشعاعية بشارع 2 مارس، عند باب مؤسسة «الإقامة»، شارك فيها التلاميذ وإدارة المؤسسة وأبناء ضحايا تلك العملية الإرهابية، الذين استفادوا من دعم خاص من قبل إدارة المؤسسة، حيث احتضنتهم وأشرفت على تدريسهم بالمجان حتى بلوغ الباكالوريا، «في مبادرة مواطنة، دون ضجيج إعلامي، أو محاولة للمتاجرة بذلك الموقف الإنساني النبيل، الذي قام به مؤسس مدارس «الإقامة» الراحل المهدي الحفيري» يقول أعضاء من أسر التلاميذ المعنيين. الوقفة التي عرفت مشاركة مكثفة لعدد من فعاليات المجتمع المدني، ابتدأت بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء 16 ماي، ثم النشيد الوطني، لتتوالى كلمات كل من ناصر الحفيري من إدارة مؤسسة «الإقامة»، والأستاذة سعاد البكدوري، الرئيسة السابقة لجمعية ضحايا 16 ماي، والسيدة رشيدة لكدالي، الرئيسة الحالية للجمعية، ووحيد مبارك باسم الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، ثم كلمة تلميذ باسم زملائه من تلاميذ المؤسسة. وقد أجمعت الكلمات كلها على التنويه ب «موقف المؤسسة التي أبانت من خلال رعايتها لأبناء الشهداء من ضحايا 16 ماى 2003، أن العمل التضامني، هو عمل بناء لقيم المواطنة وانتصار على الظلام وعلى كل أشكال الإقصاء» كما أكد مبارك وحيد في كلمته. وهي الكلمة التي تساوقت مع كلمة ناصر الحفيري، مدير المؤسسة، الذي اعتبر أن مشعل والده «لا يزال محمولا بذات الإشعاع وذات الإصرار على المساهمة تربويا وسلوكيا»، من أجل جعل المؤسسة «منارة للعلم والسلوك المواطن البناء في الأول والأخير». مثلما كانت شهادات كل من الأستاذة البكدوري والسيدة لكدالي، اعترافا، أصيلا، بمعنى ما تمثله أشكال التضامن الشعبي من بلسم روحي ووطني أصيل لكل عائلات الضحايا، و«أن المؤسسة، للحقيقة، لم تكتف بالشعارات بل قامت بمبادرة مادية ملموسة كان لها الأثر الفارق في تضميد جراح العائلات المكلومة». ولعل في كلمة الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، خاصة جملة نافذة، ما يلخص الكثير من معاني تلك الوقفة بشارع 2 مارس، التي تترجم عاليا معنى قيم الوفاء، حيث أكدت «أن مسؤولية شباب اليوم، من تلاميذ المؤسسة وغيرهم من أقرانهم في مختلف مناطق البلاد تتجسد في حماية الوطن اليوم وغدا، والعمل على تحصين مكتسباته الديمقراطية والحقوقية في مواجهة الإرهابيين وخفافيش الظلام».. الرسالة وصلت أكيد، تربويا، ومؤسساتيا، وسياسيا...