أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية، مساء أول أمس الثلاثاء، أن 718 مدنيا قتلوا نتيجة قصف الناتو لعدد من المواقع المدنية والعسكرية في بعض المدن بين 19 مارس الماضي، وحتى 6 ماي المنصرم. عبد الرحمن شلقم مع ضباط ليبيين منشقين في ندوة صحفية بروما (أ ف ب) وأشار المتحدث باسم الحكومة، موسى إبراهيم، في مؤتمر صحفي، إلى أن عدد الجرحى نتيجة ذلك، خلال الفترة نفسها المذكورة بلغ 4067 شخصا من بينهم 433 أصيبوا بجروح بالغة. وتساءل عن عدم إقدام الإعلام الغربي على التحدث عن خريطة الطريق الإفريقية ومنحها الفرصة لتحقيق الأمن والسلام في ليبيا. وقال "كيف يمكن التحدث فقط عن وقف إطلاق النار من جانب واحد"، في إشارة على ما يبدو إلى المطالب، التي تحث ليبيا على ضرورة وقف إطلاق النار وسحب قواتها المسلحة من المدن. وشدد على القول "لا بد أن يجري وقف إطلاق النار من الجانبين"، مطالبا بمنح الليبيين "حرية ما يريدون وما يختارونه بأنفسهم". وتساءل إبراهيم "من هو كاميرون وساركوزي وأوباما حتى يقولون ليس للقذافي أي شرعية"، لافتا إلى أن الاتحاد الإفريقي والبرلمان الإفريقي، الذي يضم 53 دولة ناقشا الأزمة الليبية طالبا بوقف العدوان على ليبيا ودعا إلى حوار بين الليبيين باعتبار أن ليبيا دولة مستقلة. وقال إبراهيم إن ليبيا تقبل وقف إطلاق النار مع جميع الأطراف وحضور مراقبين دوليين من المنظمات الدولية مثل الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة للتمهيد لقيام حوار وطني تشترك فيه جميع الأطياف الليبية دون تحديد من أجل حماية مستقبل ليبيا وأطفالها. وأشار إلى أن إفريقيا كلها أجمعت على أن الأزمة الليبية "لا تحل إلا سلميا وعن طريق الليبيين أنفسهم" ومن خلال الاتحاد الإفريقي، غير أنه لفت إلى أن "الغرب لا يحترم هذه القارة". وقال "إذا كانت هناك مشكلة في إيطاليا مثلا، فإن الاتحاد الأوروبي وحده الذي يعمل على معالجتها وحلها". من جهة أخرى، هزت ستة انفجارات، مساء أول أمس الثلاثاء، وسط العاصمة الليبية طرابلس التي تتعرض لغارات مكثفة من حلف شمال الأطلسي منذ حوالي 10 أيام, كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وقال المراسل إنه سمع في البداية دوي انفجارين تلتهما بعد نحو عشر دقائق أربعة انفجارات أخرى, دون أن يكون بمقدوره تحديد الأماكن، التي استهدفتها هذه الانفجارات في حين كانت مقاتلات حلف الأطلسي ما تزال تحلق في سماء المنطقة. من جهتها، هونت الحكومة الليبية من شأن انشقاق عدد من ضباط الجيش، وقالت إن هناك كثيرين ما زالوا على ولائهم ويقاتلون بشراسة قوات المعارضة. وظهر ثمانية من ضباط الجيش الليبي بينهم خمسة برتبة لواء في مؤتمر صحفي نظمته الحكومة الايطالية في روما، الاثنين الماضي، وقالوا إنهم ضمن مجموعة تضم قرابة 120 من الضباط والجنود هربوا في الأيام الأخيرة. ويأتي هروبهم بعد شهرين من انشقاق وزير الخارجية ومدير الاستخبارات السابق، موسى كوسا، واستقالة الدبلوماسي الكبير علي عبد السلام التريكي. وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، في مؤتمر صحفي في طرابلس إن الحكومة تقف على ارض صلبة. وأضاف أن انشقاق فرد يمثل خبرا مهما لكن بقاء ألف فرد على مواقفهم ليس بالخبر المهم بالنسبة للإعلاميين.