كاد انهيار بيت قديم بعاصمة دكالة، ظهر يوم الاثنين الماضي، أن يسفر عن كارثة إنسانية، بعد أن تهاوى سقف البناية المتآكل، فوق رؤوس 4 أطفال في عمر الزهور. وعلمت "المغربية" أن التساقطات المطرية، التي تهاطلت، أخيرا، على مدينة الجديدة، زادت من تصدع جدران وسقف منزل قديم، يملكه ورثة على الشياع، وكائن بزنقة زير ابن عطية، بحي درب غلف بالجديدة، وهو عبارة عن 3 غرف مستقلة، تقطنها 3 أسر، تستغل مرحاضا مشتركا. وتحت سقف إحدى الغرف الثلاثة، ويبلغ على التوالي طولها وعرضها، حوالي 5 أمتار، و3 أمتار، تعيش منذ زهاء 3 عقود، أسرة تتكون من 10 أفراد، وفي حدود الساعة الرابعة والنصف من ظهر يوم الاثنين المنصرم، حصل ما لم يكن في الحسبان، ما كاد يتسبب في فاجعة إنسانية، كانت ستأتي على 4 أطفال، كانوا يوجدون بمفردهم، في غياب والديهم وباقي إخوتهم، عندما انهار كليا وبشكل مباغث، سقف البيت الإسمنتي المتآكل، بفعل هشاشة بنيته القديمة، وتهاوت على رؤوسهم، قطع إسمنتية صلبة، يزن بعضها حوالي 20 كيلوغراما، ما تسبب لهم في إصابات وجروح بليغة في الرأس، وفي أنحاء مختلفة من أجسادهم. وهرع الجيران، الذين صدموا من هول الحادثة، وحاولوا انتشال الصبية المضرجين في دمائهم من تحت الأنقاض، وركام الحجارة الإسمنتية، الشيء الذي لم يتأت إلا بعد تدخل أفراد الوقاية المدنية، الذين قدموا معززين بتعزيزات هامة، من ثكنة الوقاية المدنية بعاصمة دكالة. ونقل المتدخلون الضحايا الصغار إلى مصلحة المستعجلات لدى المركز الاستشفائي الإقليمي، حيث خضعوا للعناية الطبية المركزة. ورغم انهيار سقف الغرفة، ما بات يهدد سلامة الأسرتين القاطنتين في الغرفتين بالجوار، واللتين أصبحت بنايتهما آيلة للسقوط في أية لحظة، سيما في ظل التساقطات المطرية الأخيرة، غير المسبوقة، فإنهما (الأسرتين) أبدتا تمسكهما بالبقاء، وعدم الرحيل إلى أي مكان آخر، من شأنه أن يأويهما مؤقتا. وأفاد ممثل للسلطة المحلية، أن السلطة المحلية ممثلة في قائد المقاطعة الحضرية الأولى، كان أشعر كتابة، منذ سنة، المالكين على الشياع للمنزل الكائن بزنقة زير ابن عطية، بحي درب غلف، وكذا الأسر الثلاثة، التي تقطن في غرف مستقلة بالمنزل المذكور، بضرورة إخلائه فورا، بغية مباشرة هدمه، وفق مسطرة قانونية، تخص التعمير، نظرا لكونه بات آيلا للسقوط، ويشكل خطرا محدقا على سلامة ساكنيه، وسلامة الجيران، ومستعملي الشارع العام، من راجلين وراكبين. وعاينت بالمناسبة "المغربية" حجم الدمار الذي لحق بالغرفة، التي تهاوى سقفها، والتي نجا من مخالب موت محقق، الصبية الأربعة. وأفاد مصدر من عين المكان أن العواقب، كادت أن تكون كارثية بجميع المقاييس، لو أن الانهيار صادف تواجد جميع أفراد الأسرة، البالغ عددهم 10، ولو أن ذلك حدث عندما كانوا يخلدون ليلا للنوم.