ما يزال مسلسل انهيار البنايات الآيلة للسقوط، مستمرا، فبعد كارثة فاس، والتي خلفت سقوط خمسة ضحايا وعدد من الجرحى خلال الأسبوع الماضي على إثر انهيار بنايتين، خلف انهيار سقف بيت بأرياف جماعة بين الويدان الجبلية بإقليم أزيلال عصر يوم الجمعة الأخير مقتل سيدة وجرح ثانية وابنها. وقال أحد أفراد أسرة الضحايا لالتجديد، إن السيدة فاطمة بنت عدي البصيري (52 سنة)، أم لستة أطفال بوغثت بعد الأمطار الغزيرة التي تهاطلت منذ يوم الإثنين الماضي إلى غاية الأربعاء على منطقتهم بانهيار ركام من صخر سقف البيت على رؤوس قاطنيه، توفيت على إثره السيدة فاطمة وهي في طريقها إلى المستشفى، فيما كسرت ذراع وفك زوجة ابنها، وأصيب طفل هذه الأخيرة بجروح خفيفة. وعبر المتحدث لالتجديد عن امتعاضه مما يعانيه سكان منطقة تفرنت جماعة آيت أوعرضى ببين الويدان إقليم أزيلال الجبلي بسبب وعورة المسالك، وانعدام النقل المنتظم، وحالة العزلة الخطيرة التي تهدد حياة السكان في الأرياف. و أودعت جثة الضحية في مستودع الأموات، فيما اضطرت السيدة الثانية للمكوث بالمستشفى في انتظار إجراء فحوصات وكشوفات بالأشعة خارج المستشفى ما سيزيد من معاناة الأسرة المكلومة خاصة وأن المصابين لا يتوفرون على بطاقة راميد للمساعدة الطبية لذوي الدخل المحدود حسب المصدر نفسه. وببني ملال، اضطر مسؤولو حزب العدالة والتنمية ببني ملال أول أمس الأحد إلى إفراغ مقرهم الكائن بشارع تمكنونت بعد ظهور تصدعات وشقوق في بنايته. وقال محمد لبريدا غازي الكاتب الجهوي للحزب بجهة تادلا /ازيلال لالتجديد، إنه كان يرأس اجتماعا داخليا للحزب بحضور أكثر من ثمانين مناضلا من مختلف مناطق الجهة، قبل أن يفاجؤوا بصوت تبين أنه لبناية المقر التي ظهرت بأعمدته وجدرانه تصدعات وشقوق مفاجئة تهدد بانهياره. فهرع مضطرا إلى إفراغ المقر من المتواجدين به وكذا محتوياته المكتبية تفاديا لأي انهيار محتمل. وتجدر الإشارة إلى أن البناية المذكورة توجد بالقرب من القصبة (المدينة القديمة) الموجودة فوق الكهوف والتي يصفها المتتبعون بالقنبلة الموقوتة التي تهدد سكان المدينة القديمة في كل حين، خاصة في موسم الأمطار حيث تتوالى انهيارات البنايات القديمة. وفي موضوع متصل، فوجئ جيران السيدة فاطمة الوراقي بزنقة علي بن أبي طالب ببطانة بسلا على الساعة الثانية من صباح أمس الإثنين 14 أكتوبر 2010 بسقوط جزء كبير من المنزل الذي كان يأويها مع ثلاث أسر أخرى. وأكدت غزلان وهي ابنة صاحب المنزل في مقابلة مع التجديد أن المسؤولين في مدينة سلا ينتظرون فقط كارثة إنسانية حتى يتدخلوا. فبعد أزيد من 6 سنوات تضيف غزلان من المناشدة والمطالبة بضرورة البحث عن حل لهذه الكارثة التي يمكن أن تخلف ضحايا كثر لا قدر الله لم نتوصل بأي حل. وبعد أسبوع من وقوع الحادث قامت العائلة بإعلام السلطات، إلا أنها لم تتلق أي رد أو أي إجراء عملي من أجل إنقاذ أرواح 20 فردا. وخلال المعاينة التي قامت بها التجديد، اتضح فعليا أن غرفة واحدة، تهاوت كليا كما أن الثانية وقع فيها شرخ كبير، بينما الثالثة، والتي تأوي الأسرة كلها وما تبقى من أثاث، فيها شقوق رغم صغرها إلى أنها تشكل خطرا على الأسرة، إضافة إلى ثلاث أسر أخرى، سيما أن المنزل المذكور، يوجد تحته منزلين، وفوقه منزل ثالث، إضافة للأضرار التي يمكن أن تلحق بالجيران حيث أن المنزل مرتبط بأكثر من ثلاثة منازل أخرى. وحصلت التجديد على وثائق تثبت أن الجماعة الحضرية لسلا قامت بإصدار قرار بإنذار رسمي منذ 15 يناير 2004 اعتبارا للخطورة التي تشكلها هذه البناية على الأمن وسلامة المرور والصحة العامة، تنذر من خلالها سكان البناية بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة تلافيا للأخطار المرتقبة.