تحتل نساء الأقاليم الصحراوية رتبة متقدمة ضمن لائحة المواقع الجغرافية المغربية لانتشار السمنة بشكل ملفت، إذ أن 58 في المائة من المصابات بالسمنة .. التغذية المتوازنة للقضاء على السمنة (أرشيف) هن من نساء مدينة السمارة، و49 في المائة من القاطنات في مدينة العيون، مقابل 23 في المائة بجهة الرباطسلا، و10 في المائة بمدينة الجديدة، حسب دراسة ميدانية، أنجزها متخصصون مغاربة في مجال التغذية، خلال الفترة بين سنتي 1984 و2000. ويعرف المغرب تصاعدا في نسبة انتشار السمنة بين نسائه، إذ انتقلت النسبة من 8.7 في المائة، سنة 1984، إلى 22 في المائة، سنة 2000، حسب ما أوضحه محمد اركيبي، متخصص في التغذية، ورئيس الجمعية المغربية للتربية الصحية والغذائية، خلال ندوة صحفية، مساء يوم السبت الماضي، بمدينة بوجدور، موازاة مع تنظيم الجامعة الملكية المغربية للرياضات الوثيرية والرشاقة البدنية، للدورة الثانية لتظاهرة "من أجل رشاقة بدنية وذهنية". وكشفت نتائج الدراسة أن تصاعد نسبة السمنة بين نساء المناطق الجنوبية يعزى إلى العديد من الأسباب، أبرزها قلة النشاط البدني، وقلة ممارسة الرياضة، إلى جانب تناول النساء لأقراص "دردك" للرفع من أوزانهن، مع خضوعهن لعملية "التبلاح" لمدة 40 يوما لبلوغ جسم ممتلئ، استجابة لرغبات المحيط، وتماشيا مع عادات محلية، تضع من الوزن الزائد معيارا للجمال، ومفتاحا لباب الزواج والحظوة بالقبول لدى الآخرين. ومن أكثر الوصفات، التي تخضع إليها نساء المنطقة لزيادة أوزانهن، تناول أقراص أو محاليل، تحتوي على نسبة مهمة من مادة الكورتيزون، والخضوع لعملية "التبلاح" لمدة 40 يوما، عن طريق تناول "اللحسة والعجنة"، المكونة من أعشاب وفواكه جافة، وزيوت وشكولاطة، وهي مكونات غذائية ذات سعرات حرارية تفوق حاجة الجسم. وتنتج عن السمنة المتعمدة انعكاسات صحية خطيرة لدى نساء الجنوب، إذ أن 11.9 في المائة من نساء العيون مصابات بداء السكري، و22,4 في المائة يحملن الذهنيات المضرة، و11,6 في المائة مصابات بالكوليسترول، و28 في المائة يعانين ارتفاع الضغط الدموي، و16,3 في المائة يحمعن بين ثلاثة من الأمراض المذكورة. وقال محمد اركيبي، في تصريح ل"المغربية"، إن هذه السلوكات الغذائية الخاطئة تعجل بإصابة النساء بخشونة المفاصل، وبهشاشة العظام، ومشاكل في القلب وانسداد الشرايين وارتفاع ضغط الدم. وخلص المتحدث إلى أنه لا بد من العمل على تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية، لنشر ثقافة صحية وغذائية سليمة، من خلال الدعوة إلى التخلي عن تناول الأدوية الرافعة للوزن، ودعوة الرجل إلى المساهمة في ذلك، حتى لا يظل الوزن الزائد هو معيار الجمال، وأحد الشروط للتقدم لخطبة الفتاة.