أجرى وفد رسمي مغربي، أول أمس السبت، بمدينة لوركا، لقاء مع مندوب الحكومة المركزية الإسبانية بجهة مورسية، رافاييل غونثاليث طوبار، خصص لبحث أوضاع الجالية المغربية المقيمة بهذه المدينة، التي تعرضت لزلزال خلف العديد من الضحايا والأضرار المادية. وجرى هذا الاجتماع، في إطار زيارة تفقدية، قام بها الوفد الرسمي لمدينة لوركا بجهة مورسية (جنوبإسبانيا)، من أجل تفقد أفراد الجالية المغربية المتضررين من الزلزال، الذي ضرب هذه المدينة. وفي بداية هذا الاجتماع، قدم الوفد المغربي التعازي لشعب وحكومة إسبانيا في ضحايا الزلزال، معبرا عن مشاعر التضامن والمواساة على إثر هذه الكارثة الطبيعية. وقام الوفد المغربي بإبلاغ المسؤول الإسباني عددا من انشغالات الجالية المغربية المتضررة من هذا الزلزال، خاصة بعض الملاحظات المتعلقة بظروف إيواء المنكوبين والخصوصيات الاجتماعية والثقافية لهذه الجالية، فضلا عن التدابير الإخبارية والتواصلية المخصصة لهذه الجالية، من أجل التغلب على الصعوبات التي تواجهها في هذه الظروف الصعبة. وفي هذا الإطار، عبر مندوب الحكومة المركزية الإسبانية بجهة مورسية عن تفهمه لهذه الملاحظات، معربا عن استعداد السلطات الإسبانية للعمل، من أجل الاستجابة، في أقرب وقت ممكن، لهذه المطالب التي وصفها بالمعقولة. وأكد رافاييل غونثاليث طوبار أن الحكومة الإسبانية تسهر على أن يجري تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة لجميع المتضررين من هذا الزلزال دون أي تمييز، معربا عن استعداده للتعاون مع السلطات المغربية، من أجل إيجاد حلول سريعة لجميع المشاكل المتعلقة بخصوصيات الجالية المغربية المقيمة بلوركا. وأشاد المسؤول الإسباني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمساهمة المهمة للجالية المغربية المقيمة بمدينة لوركا، مؤكدا على ضرورة الاستجابة بشكل سريع لمطالب جميع المتضررين من هذه الكارثة، وخصوصا في ما يتعلق بمشكل انهيار المنازل أو إصلاح الأضرار التي لحقت بالمنازل، التي مازالت صالحة للسكن. من جهته، أكد سفير صاحب الجلالة بمدريد، أحمدو سويلم، في تصريح مماثل، أن مندوب الحكومة المركزية الاسبانية بجهة مورسية، الذي تقبل بشكل جيد الملاحظات التي قدمها الوفد المغربي في ما يخص إيواء الجالية المغربية، تعهد بإيجاد حلول لجميع النقائص. وحضر هذا الاجتماع، فضلا عن سفير صاحب الجلالة بمدريد، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، والقنصل العام للمملكة ببلنسية، الحسن الدحمان، ومدير ديوان الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج، إبراهيم أونير، ومدير المهاجرين بالوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، عبد الفتاح صاحبي، بالإضافة إلى المستشار المكلف بالعدل بالحكومة المستقلة لجهة مورسية. وكان الوفد الرسمي أجرى لقاء مع عدد من المنكوبين من أفراد الجالية المغربية المقيمة بمدينة لوركا، من أجل الاطلاع على مطالبهم المستعجلة والمتمثلة، بالخصوص، في ظروف إيواء عدد من أفراد الجالية المغربية، الذين تعرضت منازلهم لأضرار جراء هذا الزلزال، الذي بلغت قوته 5.1 درجات على سلم ريشتر، وتسبب في مصرع تسعة قتلى كلهم إسبان. كما اطلع الوفد بعين المكان على الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المواطنون المغاربة المقيمون بهذه المدينة، وعلى حجم الأضرار التي لحقت بمنازلهم وممتلكاتهم، فضلا عن كيفية الاستجابة لحاجياتهم الأساسية. وفي أجواء تميزت بالصراحة، عبر عدد من مسؤولي جمعيات هؤلاء المهاجرين المغاربة عن الانشغالات الأساسية لهذه الجالية، التي تعاني من وضعية صعبة للغاية جراء هذه الزلزال، وتطلعاتها إلى إيجاد حلول في أقرب وقت لعدد من القضايا ذات الصبغة الاستعجالية، وفي مقدمتها إيواء المتضررين، والأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم الاجتماعية والثقافية والدينية، من بينها تخصيص خيام خاصة بالأسر، وتوفير الأكل الحلال، فضلا عن ضمان آليات الإعلام والأخبار لفائدتهم، من أجل إيجاد حلول لعدد من القضايا، من بينها كيفية الحصول على تعويضات التأمين والمساعدات من أجل إعادة بناء منازلهم، بالإضافة إلى رغبة البعض في عودة أسرهم إلى الوطن الأم. كما عبر أفراد الجالية المغربية عن امتنانهم وتشكراتهم للوفد الرسمي المغربي، الذي حل بالمدينة، من أجل تفقد أوضاعهم والاطلاع على مطالبهم، ودراستها لإيجاد حلول ملائمة في أقرب وقت ممكن. وجرى الاتفاق على إعداد لوائح للمنكوبين المغاربة، مع تبيان مطالبهم بشكل محدد، حتى يتسنى اتخاذ إجراءات ملموسة لفائدة المتضررين جراء هذا الزلزال. يذكر أنه لا يوجد أي فرد من المغاربة المقيمين ببلوركا من بين ضحايا الزلزال الذي بلغت آخر حصيلة له تسعة قتلى و260 جريحا، باستثناء بعض المصابين بجروح طفيفة الذين غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاجات الضرورية، فضلا عن العشرات الذين جرى إيواؤهم من قبل السلطات المحلية داخل الخيام بعد تضرر منازلهم. وحسب مصادر بالوقاية المدنية في لوركا، جرى إخلاء الآلاف من الأشخاص من مساكنهم، بعد انهيار العديد من المباني بالمدينة جراء هذا الزلزال. وكانت هزة أرضية بلغت قوتها 4.4 درجات على سلم ريشتر، ضربت مدينة لوركا في الخامسة (بالتوقيت المحلي) من مساء يوم الأربعاء الماضي، قبل أن يجري تسجيل زلزال بالمدينة نفسها في السابعة بلغت قوته 5.1 درجات على سلم ريشتر، مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا، فضلا عن تسجيل الكثير من الأضرار المادية.