تفقد وفد رسمي اليوم السبت بمدينة لوركا أفراد الجالية المغربية المقيمين بهذه المدينة التي تعرضت لزلزال خلف العديد من الضحايا والأضرار المادية. ويضم الوفد سفير صاحب الجلالة بمدريد السيد أحمدو سويلم والأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج السيد عبدالله بوصوف والقنصل العام للمملكة ببلنسية السيد الحسن الدحمان ومدير ديوان الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج السيد إبراهيم أونير ومدير المهاجرين بالوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج السيد عبد الفتاح صاحبي. وأجرى الوفد الرسمي لقاء مع عدد من المنكوبين من أفراد الجالية المغربية المقيمة بمدينة لوركا بجهة مورسية (جنوب شرق إسبانيا) من أجل الاطلاع على مطالبهم المستعجلة والمتمثلة بالخصوص في ظروف إيواء عدد من أفراد الجالية المغربية الذين تعرضت منازلهم لأضرار جراء هذا الزالزال الذي بلغت قوته 1 ر 5 درجة على سلم ريشيتر وتسبب في مصرع تسعة قتلى كلهم إسبان. كما اطلع الوفد بعين المكان على الأوضاع الصعبة التي يعاني منها المواطنون المغاربة المقيمون بهذه المدينة وعلى حجم الأضرار التي لحقت بمنازلهم وممتلكاتهم فضلا عن كيفية الاستجابة لحاجياتهم الأساسية. وفي أجواء تميزت بالصراحة والمكاشفة عبر عدد من مسؤولي جمعيات هؤلاء المهاجرين المغاربة عن الانشغالات الأساسية لهذه الجالية التي تعاني من وضعية صعبة للغاية جراء هذا الزلزال وتطلعاتها إلى إيجاد حلول في أقرب وقت لعدد من القضايا ذات الصبغة الاستعجالية وفي مقدمتها إيواء المتضررين والأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم الاجتماعية والثقافية والدينية من بينها تخصيص خيام خاصة بالأسر وتوفير الأكل الحلال، فضلا عن ضمان آليات الإعلام والاخبار لفائدتهم من أجل إيجاد حلول لعدد من القضايا من بينها كيفية الحصول على تعويضات التأمين والمساعدات من أجل إعادة بناء منازلهم بالإضافة إلى رغبة البعض في عودة أسرهم إلى الوطن الأم. كما عبر أفراد الجالية المغربية عن امتنانهم وتشكراتهم للوفد الرسمي المغربي الذي حل بالمدينة من أجل تفقد أوضاعهم والإطلاع على مطالبهم من أجل دراستها لايجاد حلول ملائمة في أقرب وقت ممكن. وتم الاتفاق على إعداد لوائح للمنكوبين المغاربة مع تبيان مطالبهم بشكل محدد حتى يتسنى اتخاذ إجراءات ملموسة لفائدة المتضررين جراء هذا الزالزال. وأكد سفير المغرب بمدريد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "زيارة الوفد الرسمي جاءت في إطار التعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لمواساة الجالية المغربية وتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لفائدتها فضلا عن تقديم العزاء والتعبير عن مشاعر المواساة لجميع المتضررين وضحايا الزلزال". وأبرز السيد أحمدو سويلم أنه بالرغم من الاضرار المادية الجسيمة التي لحقت بالجالية المغربية بحكم هشاشة بنيتها الاقتصادية فإنها أظهرت رباطة جأش وصبر وتحمل كبير، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ كافة الاجراءات للاستجابة إلى المطالب المستعجلة للمتضررين المغاربة من هذه الكارثة الطبيعية. ومن جانبه أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج السيد عبدالله بوصوف، في تصريح مماثل، أن هذه الزيارة التي تندرج في إطار العناية السامية التي يوليها جلالة الملك للجالية المغربية المقيمة بالخارج تتوخى المتابعة عن قرب لوضعية الجالية المغربية المتضررة من الزلزال الذي ضرب مدينة لوركا وتقديم المساعدة والعون لهذه الجالية التي تمر بظروف صعبة. وأبرز السيد عبد الله بوصوف أنه بعد الاطلاع بعين المكان على مطالب هذه الجالية في هذه المحنة وتحديد أولوياتها سيتم تقديم المساعدات اللازمة للتخفيف من حدة الوضعية التي تعاني منها. ومن جهته أكد مدير ديوان الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج السيد إبراهيم أونير، في تصريح مماثل، الإرادة الراسخة من أجل تقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة للمتضررين المغاربة لتجاوز الظروف الدقيقة التي يمرون منها وذلك بتنسيق مع السلطات الاسبانية. يذكر أنه لا يوجد أي فرد من المغاربة المقيمين في بلوركا بين ضحايا الزلزال الذي بلغت آخر حصيلة له تسعة قتلى و260 جريحا، باستثناء بعض المصابين بجروح طفيفة الذين غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاجات الضرورية، فضلا عن العشرات الذين تم إيواؤهم من قبل السلطات المحلية داخل الخيام بعد تضرر منازلهم. وحسب مصادر بالوقاية المدنية في لوركا فقد تم إخلاء الآلاف من الأشخاص من مساكنهم بعد انهيار العديد من المباني بالمدينة جراء هذا الزلزال. وكانت هزة أرضية بلغت قوتها 4 ر 4 على سلم ريشتير قد ضربت مدينة لوركا في الساعة الخامسة (بالتوقيت المحلي) من مساء يوم الأربعاء الماضي قبل أن يتم تسجيل زلزال بنفس المدينة في الساعة السابعة بلغت قوته 1 ر 5 درجة على سلم ريشتير مما تسبب في سقوط العديد من الضحايا فضلا عن تسجيل الكثير من الاضرار المادية.