يخلد المغرب اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر هذه السنة تحت شعار "البحث عن المتطوع داخلك"، وسجل الهلال الأحمر المغربي انخراط 40 ألف متطوع، يمثل فيهم الشباب 90 في المائة (أقل من 28 سنة)، والعنصر النسوي 85 في المائة. ويولي المخطط الاستراتيجي لمنظمة الهلال الأحمر المغربي للفترة 2011-2015، الذي جرى تقديم خطوطه العريضة، أول أمس الأربعاء، بمناسبة ترؤس صاحبة السمو الملكي الأميرة للامليكة، رئيسة منظمة الهلال الأحمر المغربي، الحفل الرسمي لتخليد هذا اليوم، الذي يصادف الأسبوع الوطني للهلال الأحمر المغربي، مكانة خاصة لتكوين المتطوعين إذ جرت برمجة الانتقال من تكوين 10 آلاف متطوع في السنة، إلى 15 ألف متطوع في السنة على المديين المتوسط والبعيد. وسيمكن ذلك الهلال الأحمر المغربي من الاقتراب من الهدف الأسمى للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الذي يصبو إلى أن تتوفر كل عائلة على متطوع مسعف. ويساهم متطوعو الهلال الأحمر بشكل فعال في تدبير عدد كبير من حالات الاستعجال، إذ شارك أزيد من 500 متطوع في تدبير تداعيات الفيضانات التي عرفتها مناطق الغرب، وأزيد من 260 متطوعا لتقديم المساعدة لضحايا فيضانات الدارالبيضاء، علاوة على مساهمة ما يناهز 400 متطوع في مساعدة أفراد الجالية المغربية العائدة من ليبيا. كما يتجلى الدور المهم للمتطوعين في دعم برامج وزارة الصحة، من خلال تقريب خدمات مراكزه المتعددة من المستفيدين، والمساهمة في حملات التوعية والتحسيس للتصدي لمجموعة من الأمراض، وتقديم الإسعافات الأولية والمشاركة في حملات التحسيس في مجال السلامة الطرقية، وتقديم المساعدة للفئات الهشة. ويعمل متطوعو الهلال الأحمر المغربي أيضا على تعزيز القيم والمبادىء الإنسانية كقيم التسامح والسلام والحق في الاختلاف، فضلا عن مشاركتهم في الأنشطة التي ترمي إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي. من جهة أخرى، ساهم المتطوعون في إجراء تشخيص عملي على مجموعة من المجتمعات المحلية، بهدف تحديد مواطن القوة والضعف، والانطلاق منها لوضع سيناريوهات للتدخل في الحالات التي تستجوب ذلك، مع اقتراح مشاريع صغرى تعتمد انخراط السكان على مستوى التخطيط والتنفيذ. وإلى جانب تطوير قدرات المتطوعين، يروم المخطط الاستراتيجي للتنمية 2011- 2015 بالأساس تعزيز ونشر المبادئ الأساسية والقيم الإنسانية، ودعم البرامج الصحية ومساعدة الناس في المجتمعات المحلية. والاستعداد للكوارث وللأزمات لاستجابة أفضل لها. كما يولي هذا المخطط أهمية كبيرة لقضايا الهجرة والعنف والتغيرات المناخية والكوارث والصحة والأمراض والعلوم والتكنولوجيات، ودور المرأة والتغيرات الديموغرافية، والنظام الإنساني والتنموي والتعمير والثقافة. وتميزت حصيلة أنشطة الهلال الأحمر المغربي، خلال سنة 2010، باستفادة حوالي مليون شخص من الخدمات الصحية، و12600 شخص من عمليات التبرع بالدم، و4000 من الوحدة المتنقلة لأمراض العيون، و483400 من المراكز الجماعية. وفي مجال الإسعاف والاستعداد للتدخل في الكوارث، جرى على الخصوص تكوين 10000 منقذ، و200 فريق للتدخل. وفي ما يتعلق باللوجيستيك، جرى تعزيز مؤهلات المستودعات وتعزيز وسائل النقل. أما في ما يخص التدخلات، فجرت تعبئة 1000 فريق في العمليات التدخل خلال الفيضانات، التي مست مناطق الغرب شراردة بني احسن وسوس ماسة درعة والدارالبيضاء الكبرى، وميناء طنجة المتوسط.