ذكرت وكالة فرانس برس أن الجيش السوري أرسل، أول أمس الثلاثاء، تعزيزات جديدة إلى مدينة درعا, وأطلق النار على سكان ومسجد غداة اقتحامه المدينة لسحق الاحتجاجات المطالبة بالحرية والديمقراطية ما أسفر عن سقوط 25 قتيلا. مظاهرة في مدينة بانياس السورية (أ ف ب) ونقلت الوكالة عن الناشط الحقوقي، عبد الله أبا زيد، قوله، في اتصال هاتفي، إن "تعزيزات جديدة من قوى الأمن والجيش دخلت درعا. هناك دبابة في ساحة كازية البلد في وسط درعا"، مضيفا أن "إطلاق النار مستمر على السكان". وأوضح أن "مسجد أبو بكر الصديق يتعرض لنيران كثيفة ويتمركز قناصة فوق مسجد بلال الحبشي. ونشرت دبابات وأقيمت حواجز عند مداخل المدينة" ويمنع الناس من دخول المدينة. وتابع أن "جنودا من الفرقة الخامسة انشقوا وانضموا إلينا ويتواجهون" مع الجيش الذي يحاصر درعا. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في 15 مارس, قتل حوالي 390 شخصا، بينهم 160 منذ رفع حالة الطوارئ في 21 أبريل حسب حصيلة تستند إلى منظمات غير حكومية أجنبية وناشطين سوريين. وتحدث الجيش السوري عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش و"المجموعات الإرهابية". وقال الجيش إن "وحدات من الجيش بمشاركة القوى الأمنية تلاحق المجموعات الإرهابية المتطرفة في المدينة وتلقي القبض على العديد منهم إذ جرت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر". وأكدت السلطات السورية، التي تتهم منذ بدء الاحتجاجات "عصابات مسلحة" بالوقوف خلف التحركات الشعبية, أن الجيش دخل درعا "استجابة لاستغاثات المواطنين والأهالي". من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إن بريطانيا تعمل مع شركائها الدوليين بشأن إمكانية اتخاذ إجراءات جديدة ضد سوريا لحملها على وقف أعمال العنف ضد شعبها. وأضاف وليام هيغ في تصريحات نقلتها وكالة رويترز "نعمل بشكل مكثف مع شركائنا الدوليين لإقناع السلطات السورية بوقف العنف واحترام حقوق الإنسان في حرية التعبير والتجمع". وفي نيويورك, وزعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال في مجلس الأمن الدولي مشروع إدانة للقمع الدامي للتظاهرات في سوريا يعلن نصه إذا ما توصلت الدول الأعضاء 15 إلى اتفاق بالإجماع, وفق ما أفاده دبلوماسي. وقال رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكوني, في ختام قمة مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, إن روما وباريس "قلقتان" من الوضع في سوريا وتدعوان النظام إلى "وقف القمع العنيف". وقال برلسكوني، في مؤتمر صحفي مشترك مع ساركوزي "نحن قلقون جدا" من الوضع في سورية, حيث سقط "عدد كبير من الضحايا", مضيفا "نوجه نداء قويا لوقف القمع العنيف وتطبيق الإصلاحات المعلنة في سوريا". من جهته, اعتبر ساركوزي أن الوضع في سورية "غير مقبول", وقال "لا ترسل دبابات والجيش لمواجهة متظاهرين. الوحشية غير مقبولة". لكن ساركوزي أكد أن فرنسا لن تتدخل في سوريا, دون قرار مسبق من مجلس الأمن الدولي, مضيفا أن فرنسا تقف "إلى جانب الشعوب العربية في تطلعاتها إلى الحرية". وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت أن فرنسا تريد أن تتخذ الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي "إجراءات قوية" لوقف "استخدام العنف ضد السكان" في سوريا.