صلت الحصيلة النهائية لحادث انهيار سقف مسجد أبو بكر الصديق بحي الأمل 45 بباب السفير، بمدينة فاس، حسب ما أعلنت عنه مصالح الوقاية المدنية بفاس، إلى 4 قتلى وثلاثة جرحى.. بعد أن تمكنت عناصر الوقاية المدنية، صباح يوم أمس الجمعة، من انتشال جثة القتيل الرابع لهذا الحادث المأساوي، الذي وقع صباح أول أمس الخميس. وتطلبت عملية العثور على جثة الضحية من طرف عناصر الوقاية المدنية بفاس، المدعومة بعناصر القوات المساعدة ومسعفي القرب المتطوعين والمواطنين، مجهودات مضنية لرفع الأطنان من أكوام الأنقاض للوصول إلى جثة الفقيد، خاصة مع الحجم الكبير للانهيار من جهة وضعف الإمكانيات والوسائل اللوجستيكية المستعملة في عملية الإنقاذ. وانحصرت لائحة القتلى الأربعة لحادث الانهيار، وكلهم من العمال الذين كانوا يباشرون عملية ترميم المسجد، في (ن.ع) البالغ من العمر 24 سنة، و(م.المهداوي) البالغ من العمر 27 سنة، وشقيقه (إ.المهداوي) الذي لم يتجاوز عمره 17 عاما، والمدعو قيد حياته (ع.ب)، الذين جرى نقلهم جميعا إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي (مستشفى الغساني) لفاس. وغادر اثنان من الجرحى المستشفى الجامعي بفاس بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية، فيما يوجد جريح رابع في حالة مستقرة، حسب مصدر طبي، وهو تحت العناية المركزة، بعد أن أصيب بكسر في عموده الفقري. وأرجع بعض السكان المجاورين للمسجد، ومن بينهم أحد المتخصصين في البناء، في حديثهم مع "المغربية"، أسباب هذا الانهيار إلى "الوضعية المغشوشة لبناية المسجد التي تبدو واضحة من خلال الأعمدة والمثبتات واللبنات، والتي تفتقر إلى الإسمنت والحديد بالشكل الكافي، فضلا عن أنها لا تخضع للمعايير والمواصفات التقنية الضرورية"، حسب (م.ش) تقني في قطاع البناء، مستعرضا أسباب وقوع هذه الكارثة، إذ قال إن هذه العوامل ساهمت في جعل بناية المسجد غير قادرة على الصمود أمام الاهتزازات التي تحدثها آلات النجارة بالورشات الموجودة بالمحلات الكائنة أسفل بناية المسجد. يذكر أن تاريخ تأسيس هذا المسجد، الذي تبلغ مساحته الإجمالية 1000 متر مربع، يرجع إلى سنة 1998، وجرى إغلاقه منذ يوليوز 2006 حيث خضع للإصلاح، في مرحلة أولى، من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قبل قيام لجنة تقنية بزيارة له بتاريخ 25 فبراير 2010، التي قررت إغلاقه بتاريخ 26 فبراير 2010، وصنفته ضمن المساجد الآيلة للسقوط. وعاودت "جمعية البر لإحياء السنة النبوية الشريفة" إصلاحه وترميمه ابتداء من 6 يناير الماضي. وفتحت المصالح الأمنية والقضائية بفاس تحقيقا في موضوع هذا الحادث للوقوف على ملابساته. ويبلغ مجموع البنايات المهددة بالسقوط بفاس، بما فيها مجموعة من المساجد والبنايات التاريخية، 10000 بناية، 6 آلاف منها مصنفة، خطورتها ضمن الدرجة الأولى.